آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

معاناة أهالي عصيلة ومسؤولية النقل

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

تلقيت - قبل أسابيع - رسالة من أحد أهالي هجر منطقة الرياض مفادها: «فضلًا لا أمرًا، نود منك نحن أهالي هجرة عصيلة التابعة لمحافظة القويعية بمنطقة الرياض الكتابة عن قضيتنا التي سببت لنا الكثير من المعاناة». قضية سكان هذه الهجرة تكمن ببساطة أن لهم أكثر من 20 سنة وهم يطالبون بسرعة تنفيذ مشروع سفلتة طريق الهجرة الذي يبعد 5 كيلومترات من الطريق السريع «الرياض - الطائف». معاناة أهالي هجرة عصيلة أنهم يعانون من توقف أعمالهم والغياب عن وظائفهم، وكذلك معاناة الطلاب والطالبات في الذهاب لمدارسهم، خاصة في فصل الشتاء وأيام هطول الأمطار على الهجرة؛ حيث لا يوجد للهجرة طريق يربطها بالطريق السريع؛ مما يصعب عليهم الوصول للمدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية؛ إذ يوجد في الهجرة أكثر من 25 منزلًا وعددٌ كبير من المزارع.

المشكلة أن أهالي الهجرة طالبوا وزارة النقل والخدمات اللوجستية بسفلتة الطريق الصحراوي وبالفعل تم تكليف إحدى الشركات المتعاقدة مع الوزارة ولكن دون جدوى، وحينما يتم سؤال الوزارة عن سفلتة الطريق ترجعهم إلى، بلدية الرويضة التابعة لمحافظة القويعية كونها الأقرب لهم بمسافة 30 كيلومترًا، وحين يذهبون إلى بلدية الرويضة ترفض وترجعهم إلى الوزارة، وعندما يرجعون للوزارة ترجعهم مرة أخرى إلى البلدية ولكن هذه المرة مع بلدية حلبان التابعة لمحافظة القويعية والتي تبعد هي الأخرى 30 كيلومترا تقريبا عن هجرة عصيلة.

الأسئلة المطروحة: هل يعقل أن أهالي هجرة يطالبون أكثر من عقدين من الزمن حتى يتم سفلتة طريق وتعبيده ولا يتم الاستماع لمطالبهم؟ لماذا يتم تقاذف المسؤوليات بين وزارة النقل والخدمات اللوجستية ومراكز بلديتي الرويضة وحلبان؟ أليس من حقوق الطلاب والطالبات الذهاب إلى مدارسهم بكل أمن وسلام؟ أليس من حقوق الموظف والموظفة الذهاب إلى وظائفهم والرجوع منها بكل راحة ويسر؟ لماذا يشعر الأهالي بأن مطالبهم في سفلتة الطريق غير مهمة وغير مستجابة خاصة ونحن نتحدث عن قرى وهجر ومناطق نائية؟ في منظوري طالما أن الطريق مرتبط بالطريق السريع فهو جزء من مهام ومسؤوليات وزارة النقل والخدمات اللوجستية.

والمملكة تولي اهتماما بمعالجة الطرق والمواصلات ضمن رؤية 2030 وتحرص بشكل كبير على تطوير البنية التحتية للطرق بشكل دوري، في الواقع هذا التعاطي مع هذه الهجرة بهذا الأسلوب لا يتوافق ولا ينسجم مع رؤية المملكة كوننا نملك أكبر شبكة طرق متطورة في الشرق الأوسط. أخيرًا أقول: الاستماع للأهالي والسكان في قرارات مصيرية تتعلق بهم بشكل مباشرة، أمر مهم ومطلوب، خاصة أن بعض من أهالي الهجر لا يستطيعون الذهاب بأبنائهم لمدارسهم بسبب خوفهم على بناتهم وأطفالهم وهم في حالة توجس وقلق وخوف، حيث إن كل ذلك سينعكس على مستقبلهم التعليمي.

من المهم التعجيل في سفلتة هجرة عصيلة فالحق في التعليم والصحة والسير في طريق معبد من الحقوق الأساسية ولا يمكن التهاون فيه بأي حال من الأحوال وعليه يجب أن تتخذ جميع التدابير الإدارية لتسهيل هذا الحق، ويجب على وزارة النفل والخدمات اللوجستية التعجيل بإنهاء هذا الملف.