آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 9:47 م

الجبيل وينبع ومسيرة نصف قرن

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

خذها بالمختصر: نجحت مدينتا الجبيل وينبع لأنهما - بكل بساطة - حصلتا على استقلالهما الإداري والمالي منذ قرار تأسيسهما في سبعينيات القرن الماضي عن طريق مرسوم إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع الصادر في شهر رمضان 1395 وقد تم منح الهيئة سلطات كاملة لإنشاء وتشغيل وتطوير التجهيزات الأساسية، مع تخصيص ميزانية مستقلة واستقلال إداري كامل من تعليم وصحة وسكن وطرق ونظافة وشواطئ وتشجير وحدائق ومتنزهات وترفيه ومعايير دقيقة للمباني وغيرها من الخدمات.. لتصبح ضمن أفضل الخيارات للمستثمرين عالميًا في صناعة البتروكيماويات والطاقة، وهو ما أهلها بالفعل لتسهم في دعم اقتصاد بلادنا بشكل مباشر. اليوم أصبحت هذه المدن ولادة فقد ولدت مدينة رأس الخير للصناعات التحويلية من رحم مدينة الجبيل الصناعية، كما ولدت مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية من رحم مدينة ينبع الصناعية. وعندما نتحدث أن مدينة نيويورك مثلا تعد المركز المالي في العالم فهي تعد كذلك مدينة الفن والأزياء، وكذلك الحال في مدينتي الجبيل وينبع وهما وإن كانت صورتهما الذهنية بأنهما مصانع وشركات إلا أنهما اليوم تعدتم من المدن الترفيهية في المملكة ولعل من مزايا هذه المدن أنها «city of cities» أو «مدينة المدن» فمدينتا الجبيل وينبع من أوائل المدن السعودية التي حصلت على «مدن التعلم» للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» مدينة الجبيل في 2020 وينبع 2021. وليس ذلك بحسب بل تصنف مدينة الجبيل الصناعية كأفضل مدينة خضراء على مستوى العالم العربي حيث حصدت على المركز الأولى في الجوائز الخاصة بالمدن الخضراء وقد تفوقت في إحدى المسابقات على أكثر من 60 مدينة، إذ بلغ عدد الأشجار في المدينة أكثر من 1,5 مليون شجرة، كما تشكل المسطحات الخضراء أكثر من 1,3 مليون متر مربع. وكذلك مدينة ينبع تعد أول مدينة ذكية في المملكة. إذن هي ليست مدن اقتصادية فقط بل مدن عصرية تُمثّل الوجه الحضاري والإنساني الذي يحصد الإعجاب والفخر والثناء من أبناء هذا الوطن. ولعل هذا هو السر الذي جعلها تتسيد المشهد العالمي كجودة حياة في تطبيقها الدقيق ومعاييرها الصارمة على كل مشروعاتها وخدماتها ومنتجاتها.

قبل أيام احتفلت الهيئة الملكية للجبيل وينبع الصناعية في مدينة الجبيل باليوبيل الذهبي وهي مناسبة مرور 50 سنة على تأسيسها، وتم تدشين هويتها الجديدة بحضور أمير المنطقة الشرقية ونائبه ووزير الصناعة بالإضافة إلى حضور مجموعة من الأمراء والوزراء والسفراء وقيادة المنظومة الصناعية.

أخيرا أقدم هنا اقتراحي لرئيس الهيئة الملكية المهندس خالد السالم ومدير عام الاتصال والإعلام الدكتورة غادة الصالح، عن أهمية بناء مدن إعلامية في الجبيل وينبع كمدينتين صناعيتين، تعمل على جذب المزيد من الاستثمارات والشركات إلى المنطقة، ويمكنها أن تسهم في تسويق المدينتين الصناعيتين وعرض الإنجازات والفعاليات التي تتم في المنطقة وتعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية. هذه المدن الإعلامية باعتقادي سيكون لها تأثير إيجابي كبير على التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي محليًا وإقليميًا وعالميًا ويعزز مكانتها كمركز صناعي مهم.