آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 6:39 م

أبوسعيد آخر حدادي القطيف: المنجل القطيفي يتصدر الطلب بامتيازاته

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - تصوير: إنعام ال عدنان - سنابس

تمسك عيسى أبوسعيد من أبناء بلدة التوبي بمهنته الحدادة كأحد حرفيي المهن التراثية بمهرجان الدوخلة 11 ضمن آخر الحدادين القلائل في القطيف حفاظاً عليها من الاندثار.

ورثها عن والده وعلمها أولاده محققاً نجاحاً وانتشاراً صناعياً على مستوى الوطن لأكثر من 20 عاماً ويصون ارتباطها بالمزارع، مؤكداً أن المنجل القطيفي ما زال يتصدر الساحة بامتيازاته.

وابتدأ عمله منذ الخامسة مع والده الذي كان يعمل كصفار إلى ما قبل 21 عاماً من تحويله إياها إلى مهنة الحدادة حيث استفاد من مخالطته للحدادين منذ نعومة أظفاره ومن دراسته كخريج دبلوم صناعي تخصص ميكانيكا عامة وتوثيقه العلم بالخبرة فاستطاع معرفة معادلات الطرق والحرارة ونجح في إعطاء نفسه تميزاً آخر لا كمكسب رغم اعتماده على وظيفة صيانة المحطات الكهربية في شركة الكهرباء.

وامتازت مهنة الحدادة التي مازال متمسكاً بها وهو في عمر 50 عاما عن الصفارة وهي مهنته مع والده قبل الحدادة وتخلف في كونها تقوم على صناعة الأواني المنزلية وتلميعها بالنحاس والأدوات المعدنية، والألمنيوم، حيث كان يصنع مع والده بعض صواني الأعراس المستخدمة للخبز «المصافن والمعجن» وصواني الكيك.

وعكف أبوسعيد على مزاولة مهنة الحدادة والمشاركة في المهرجانات لأاكثرمن 20 عاماً حاملاً قناعته في أن للمهن حضارة تعكس حضارة الشعوب وثقافتها، مؤكدا أن مهنة الحدادة لن تندثر لكون المزارعين يعتمدون على الحدادة بشكل أساسي في حراثة الأرض وفي التعامل مع النخيل وتشذيبها وشق السواقي وغيرها.

وأضاف أنه طالما كانت هناك زراعة فستكون هناك حدادة، مؤكداً أن المزارع لا يمكنه الاستغناء عن الحداد، فأدواته كلها من صنعه مثل «الفأس والمنجل والمحش والقدوم» وغيرها.

وأردف أن الحداد يملك محركات مختصة لإبراز العمل وتتطلب إتقان وحرفة «آلة النفخ، الكير، الفحم ويفترض به صغير الحجم، الملقط، المطرقة وهي بأحجام مختلفة، السندان، المثقف، المفراط، والمنشار والمبرد».

ولفت إلى امتياز ”المنجل“ القطيفي من الأدوات الزراعية عن غيره وكثرة الطلب عليه من مناجل تُصنع في المناطق الأخرى فيمتاز عن ”المنجل“ البحريني والحساوي بأنه أخف وأقوى وأمرن في شكله بشهادة حرفيين من المناطق نفسها ويستخدم لصناعته ثلاث أنواع من الحديد منها الفولاذ والمبرد وبعض قطع السيارات وبواقي البناء المهملة.

ويصنع أبوسعيد ”المحش“ و”المنجل“ و”المجول“ و”السخين“ و”القدوم“ وغيرها من أدوات زراعية وبحرية ويملك محلان لبيعها كما تطلب منا بعض المؤسسات بفروعها كاليمامة وغيرها والمختصة بالأدوات الزراعية له تعاملات مع أشخاص من الإحساء والرياض والخرج، بالإضافة لزبائن يتعاملون معه من البحرين والكويت والإمارات وقطر لما حققه من إتقان ودقة في الصنع.

وذكر أن الإقبال على هذه المهنة موجودا ولم يندثر مؤكدا أنه يوجد أربعة من الشباب يمتهنونها في بلدة التوبي وآخران من بلدة حلة محيش.

يذكر أن أبوسعيد شارك في عدة مهرجانات محلية ودولية أبرزها جميع نسخ مهرجان الدوخلة وعشرسنوات بمهرجان الجنادرية وسنوياً بمهرجان الأصالة والتراث بالقطيف وكانت أولى مشاركاته قبل 18 عاماً في مهرجان الهيئة الملكية بالجبيل بنسختيه الأولى والثانية.