آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

اصنع خطتك اليومية

رضي منصور العسيف *

روي عن الإمام الكاظم أنه قال:

”اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعاتٍ: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقاتِ الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للّذاتكم في غير مُحرّم...“ [1] 

شعور بالحسرة ينتاب البعض منا عندما ينتهي يومه ولم ينجز أي شيء...

وهناك من يقول لقد مضى اليوم سريعاً ولم انتبه له!!

فما هو السبب في ذلك؟

إن الذي يسيئ استخدام الوقت هو اول من يشتكي من قصره... كما أن الانسان العادي لا يهتم لمرور الوقت. فهناك من يدع الأمور تمضي دون أي تخطيط مسبق... يعتمد قاعدة «العمل بالبركة» في كل تحركاته وأعماله.. وهذا ما يسمى بالعمل خارج الخطة اليومية.

إذا أردت النجاح فما عليك إلا كتابة خطتك اليومية، ورفض الفوضى والعمل بلا خطة، وهذا ما يسمى بعلم فن إدارة الوقت.

الشخصية الناجحة هي التي تقدس وتحترم الوقت، وتسعى لاستثمار كل دقيقة في يومها عملاً بالحكمة «انت تكتب قصة حياتك في كل دقيقة».

الشخصية الناجحة تجدها تتحرك دائماً بجدول أعمال، فلا تترك نفسها للأحداث تسيرها، ولا ترتاح لرؤية الفوضى والارتجال... لذا تجدها شخصية منتجة، شخصية متقدمة، وتشعر بالحماس والاتزان والجدية والمثابرة واضحة المعالم في يومياتها.

الخطة اليومية الناجحة

إذا أردت أن تستثمر يومك فعليك بالتخطيط السليم من خلال النقاط التالية:

1 / ضع النقاط على الحروف: حدد كل مهامك ونشاطاتك التي تريد إنجازها في هذا اليوم وعلى موعد إنجازها، أنجز المهام التي تعود عليك بقيمة مميزة. وابتعد عن تلك الأقل أهمية فعن الإمام علي : ”من شغل نفسه بما لا يجب ضيّع من أمره ما يجب“ [2] 

2 / حدد الوقت الذي تكون فيه أكثر إنتاجية، استجمع كل قوتك، ثم قم بالعمل.

هناك من يكون نشيطاً في الصباح الباكر، وهناك من يحب أن ينجز عمله في منتصف النهار. ضع خطتك بما يتناسب مع الوقت المحبب لك.

3 / اعرف أعداء الخطة اليومية، مثل:

  •   الزيارات المفاجئة، أو التليفونات العارضة والمزعجة.
  •   وسائل التواصل الاجتماعي غير المخططة.
  •   طلبات الآخرين التي تمنع من أداء الأعمال الهامة، لاسيما إن كانت هذه الطلبات غير مخططة.

4 / التعامل بطريقة إيجابية مع مشتتات الوقت، مثلا: استخدم الأوقات الأقل في معدلات الإنتاج للرد على المكالمات الهاتفية أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

5 / الخطة لا تعني الجمود: اترك وقتاً في برنامجك اليومي للراحة والاسترخاء، وممارسة هوايتك المفضلة.

6/ الخطة المرنة: كن مرنا، توقع أن تتغير خطتك قبل إكمالها. الظروف قد تتغير والأحداث قد تحدث بصوره غير متوقعة، وخطتك عليك أن تحدثها تبعا للمتغيرات.

7 / الخطة الاجتماعية: حدد لك برنامجاً اجتماعياً، لابد من تخصص بعض الوقت لأسرتك وأصدقائك... ولا تجعل خطتك تفتقد لهذه الروحية.

8 / الخطة «أ» والخطة «ب»

كن مستعداً لسناريوهات تفرض عليك اللجوء إلى خطة أخرى، يقول البروفيسور جيمس يورك: ''أكثر الناس نجاحا، هم أولئك الذين يملكون الخطة ب''.

أخيراً علينا أن نستثمر كل دقيقة في يومنا لننطلق منها إلى حياة منظمة ومنتجة.

 

[1]  تحف العقول، 302.

[2] عيون الحكم والمواعظ، ص. 456.

www.diet4all.info
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف