آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

في امسية بمنتدى الخط الحضاري

ناقد يدعو الى اقامة مشروع لتحويل القطيف إلى مركز دائم للثقافة والأدب والفن

جهات الإخبارية جمال الناصر، سوزان الرمضان - تصوير: بندر الشاخوري - القطيف

دعا الناقد الأدبي محمد الحميدي إلى اقامة مشروع شمولي يقوم به المبدعون من الأدباء والمثقفين والفنانين لتحويل منطقة القطيف إلى مركز دائم للثقافة والأدب والفن.. وذلك من خلال تحويل كافة الفعاليات الثقافية الفردية إلى مشروع جماعي يستفيد منه الكل رجالا ونساء.

جاء ذلك في الامسية الثقافية التي نظمها منتدى الخط الحضاري مساء الخميس تحت عنوان «الحراك الثقافي في القطيف».

الناقد محمد الحميدي - منتدى الخط الثقافيوأشار الحميدي في بداية الأمسية الى ”ان معرفة مكاننا من الثقافة المحلية والعالمية يحدد هويتنا وشخصيتنا وانتمائنا، ومن خلال النتيجة بايجابياتها وسلبياتها، ومع التركيز على المزايا نستطيع العمل على تنميتها وتطويرها“.

ولفت الى ان: ”الحراك الثقافي يبدأ من مصطلحين «المركز والتمركز»، مبينا ان مجالاتهم تختلف باختلاف الاعتبار الديني والسياسي والاقتصادي“.

وقال في المجال الديني تكون المركزية والنفوذ للنص الديني نظرا لارتباطه بالمقدس، ومع الاختلاف في التأويل، انقسم الناس فيه الى عدة مذاهب.

وبين ان كل مذهب يظن ان قراءته للنص هي الوحيدة الصحيحة، ويضع حاجزا بينه وبين المذاهب الاخرى، وكأنهم لا ينتمون لذات الاصل. ولا يفكر أحد على الخروج عن النص الديني والا تعرض للذم والنبذ.

وأشار الى انه لا ينسحب ما ينطبق في الجانب الديني على الجانب السياسي او الاقتصادي، كون الديانة تهدف الى التأثير على اتباعها من خلال الحقيقة.

الناقد محمد الحميدي - منتدى الخط الثقافيوأوضح انه لا ينطبق على المجالين السياسي، الاقتصادي؛ لكون الديانة تهدف إلى الحقيقة، بينما السياسة، تمثل فن الممكن. مشيرا الى انه إذا ضعف المركز قد تنشأ دويلات تستطيع اذا ملكت القوة ان تتحول الى مركز، ويجتمع السياسي، والديني، في تكوين الدولة.

وأضاف ان الجانب لاقتصادي يختلف عن السياسي في كونه يتوسل القهر للغلبة وفرض السيطرة، بينما الاقتصادي يتوسل المال ليمارس التأثير على الافراد والمجتمعات، في علاقة المركز بالهامش ”المنتج والمستهلك“.

وتابع في ظل اقوى نظامين للإنتاج الرأسمالي والاشتراكي، تظل الدول العربية تعيش على الدول الريعية المسؤولة عن الدورة الاقتصادية من حيث الانتاج، والتوزيع، وفتح المجال لتحريك الاقتصاد.

ولفت الى المركز يتولى صياغة القوانين، ادارة السوق، توفير الاحتياجات، صنع مزيد من المال، بناء المجتمع الاستهلاكي، وليس للأفراد نصيب في القرار الاقتصادي لان ذلك يؤثر في القرار السياسي.

وتحدث عن نقد التمركز، الكيان الحقيقي أو الرمزي، الذي يمتلك القوة والنفوذ، للسيطرة على الأفراد والمجتمعات، إيقاعها في سطوته، إجبارها على تنفيذ أجندته وتعاليمه، منزلاً العقاب بكل من خالفه،

الناقد محمد الحميدي - منتدى الخط الثقافيوبين أنه جزء لا ينفصل عن المسيرة الإنسانية منذ القدم، مشيرًا إلى أنه في العصر الصناعي، تغيرت الحياة الإنسانية برمتها، تم تشكيل المدينة المعاصرة.

وذكر انه مع صعود العصر المعلوماتي ورغم تضاؤل دور المركز، بقيت الحاجة إليه في تشريع القوانين المنظمة، إعطاء الحياة الافتراضية زخمًا إضافيًا، هي المسيرة الإنسانية الظافرة إلى الآن.

وقال بالنسبة للتمركز الثقافي فقد ارجأت الحديث عنه: ”لكونه يتقاطع مع التمركز الذي ذكر قبله دون ان يعني ذلك التطابق التام فيما بينهم“.

وأوضح انه: ”في المجال الديني لا نستطيع تجاوز النص القدسي، بخلاف الاعتبار الثقافي حيث نستطيع ذكر رؤيتنا لأنها غير ملزمة، ولا شرعية، وتعبر فقط عن وجهة نظر الكاتب".

وأضاف يتميز الاعتبار الثقافي عن الديني في انه: ”يكمل ما جاء قبله ولا يتوقف، ويستخرج قراءة اخرى من النص ويضيف لها، ويتكون من انتقالات متعددة، بينما ينتقل النص الديني لمرة واحدة“.

الناقد محمد الحميدي - منتدى الخط الثقافيواختتم الحميدي باستعراض العوامل المساعدة في استمرارية التفوق الثقافي وحركته، كي يتحول من تمركز مؤقت الى تمركز دائم وذكر منها: ”الاستفادة من التجربة الشعرية التي لم تخفت مع مرور الايام خلافا للأجناس الادبية الاخرى، وذلك لوجود بيئة حاضنة تمثلت في الاتصال بالمكتوب والمسموع منه".

وأضاف ان الشعراء الكبار تميزوا بقدرتهم على اعادة انتاج ثقافتهم المحيطة، بالإضافة الى امتلاك كل منهم طريقته القولية، وتوظيف المفردة.

ودعا الى الاهتمام بالدراسة الاكاديمية للأدب وكتابة الابحاث المنهجية فيه، والى الاستفادة من الانفتاح الاعلامي والذي لم يعد يقتصر على القنوات الرسمية وذلك لإبراز الادباء والتعريف بهم.

ولفت الى عدم الانكفاء على الذات والاكتفاء بتحقيق الفوز في بعض المسابقات، فالأدب والثقافة بحاجة الى الممارسة والدخول في نقاشات توعوية للمجتمع لأثراء الساحة الثقافية.

واشار الى ان كثرة المنتديات الادبية، ورغم انها مناطقية، فان لها فائدة تكمن في تنظيم التواصل بين الاعضاء، والتركيز على جانب ادبي معين واثرائه، مشيرا الى اهمية وضع خطط سنوية وشهرية وتطبيقها.

وتطرق الى المشاريع الثقافية التي اسهمت في زيادة الوعي والحراك الثقافي كمطبعة اطياف.

ودعا دور النشر لتنمية الشراكات، وتبادل الكتاب الجيد مع دور النشر الاخرى، والاستفادة من اعضاء المنتديات، والملتقيات الادبية، في مراجعة الجودة للكتاب المنشور، لان ما ينشر يعبر عن الواجهة الفعلية لثقافة البلد.




التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
السيد عباس الموسوي
[ القطيف ]: 18 / 11 / 2017م - 7:01 م
مع احترامي الشديد الى الاستاذ الحميدي والى محرر الخبر... لا توجد مطبعة اسمها اطياف في المنطقة توجد دار نشر وتوزيع اسمها ( اطياف للنشر والتوزيع )..فرق كبير جدا بين المطبعة وبين دار النشر