آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

زرعوا... فأكلنا... نزرع... فيأ كلون

بدرية حمدان


اصلح نفسك تصلح جيل كامل

كان الأب يسير مع ابنه في طريق وعر وكان يلتفت إلى ٱبنه ويقول انتبه يابني رد الأبن قائلا انتبه أنت ياأبي أمامك فأنا أسير خلفك.

فحياتنا كبركة ماء كلما زاد صفائها كلما كان انعكاس الصورة اكثر وضوح إذا تعكر الماء جعل الصورة غير واضحة

الكل واثق كل الثقة أن الالتواء والنقص والخلل في حياته يأتيه من الغير لا من نفسه، ولذلك لا ينفك يتبرم ويعمل جاهداً على إصلاحه أما نفسه فلا يحاسبها في كثير أو في قليل، هكذا يتبرم الآباء بالأبناء، والأبناء بالآباء. ويتبرم التلميذ بمعلمه، والمعلم بتلميذه، وهكذا في كل علاقة تقوم بين إنسان وإنسان، أو بين جماعة من الناس، فالكل يرجع ما في حياته من ضيق وضنك، واعوجاج وانزعاج إلى انحراف في سلوك الغير معه، ولايعترف بأن ذلك هو انحراف في سلوكه مع الغير، فهو وحده في سبيل الحق وغيره كلهم على خطأ وباطل.

ولذلك لو بحثنا عن السبب فيما يعانيه عالم اليوم من قلق وتشويش واضطراب وفوضى، لوجدناه يعود أولاً وآخراً إلى رغبة الناس في إصلاح غيرهم من دون أن يفكروا في إصلاح أنفسهم، فكأنهم ما فطنوا بعد إلى حقيقة بسيطة وهي أن الإصلاح لا يقوم بغير الصلاح. ونخص بذلك الأباء والمربون ومن يقومون بدور النصح والتوجيهه فهم الأولى بالاصلاح فهم من يقع على عاتكهم تربية الأجيال.

فأنتم المرآ ة التي تعكس الجمال فكلما كانت المرآ ة نقية كانت الملامح واضحة لجيل واضح الملامح بصورة غاية في الصفاء. ومن هناسوف اوجهه عدة رسائل:

الرسالة الأولى إلى الأباء والأمهات. فالبيت والأسرة هما الحاضنة الأولى.

أبناءنا أرض خالية نحن من نزرع فيها ونحن من نحصد ثمارها

هناك مثل يقال الزرع يطلع على بذره.

قال الإمام علي لولده الإمام الحسن «عليهما السلام»: «إنَّمَا قَلْبُ الحَدَث كالأرْضِ الخَالِيَة، ما أُلقِيَ فِيهَا مِنْ شَيءٍ قَبلتْهُ، فَبَادَرْتُكَ بالأدَبِ قَبلَ أن يَقسُو قَلبُكَ، ويَشْتَغلُ لُبُّكَ».

فنحن من يحدد سلوكيات أبناءنا السلبية والايجابية

لاتقل ما اقدر اغير سلوك ابني السيئ غير سلوكك وطريقتك يتغير سلوك ابنك تلقائيا

ابدع سوف يبدع أبناءك تفوق في عملك سيتفوق أبناءك في دراستهم نحن عندما ننجح ينجح أبنا ءنا.

مرة ابنتي الصغيرة قالت الي ماما عندما تضحكين ضحكتك تشبه ضحكة الوردة فايقنت حتى الأبتسامة والضحكةالتي تصدر منا تعلم أبناءنا معنى الجمال.

الرسالة الثانية إلى المعلمين والمعلمات

المدرسة هي الحاضنة الثانية.

يامن حملوا الأمانة العظمى، ورسالة الأنبياء، يا منارات العقول.

أنتم من تقع عليكم مسئولية الأجيال في البناء ٱوالهدم

فاي تصرف خاطئ سواء كان مقصود ٱوغير مقصود يهدم شخصية الطالب ويؤثر فيه وفي مستقبلة

اتذكر عندما كنت في صف أول متوسط في حصة القواعد طلبت مني المعلمة اعراب من على السبورة اخطات في اعراب بعض الكلمات طبعا المعلمة خلتني واقفة وهزأتني

واتذكر حتى هذه اللحظة كلمة قالتها إلى أنت مابتفلحي أبدا مع إني كنت من المتفوقات لكن هده الكلمة أثرت فيي كثيرا وخلتني اكره القواعد فالمعلم له دور في أن يجعل الطالب يحب المادة أو يكرها.

الرسالة الثالثة إلى المجتمع فهو الحاضنة الثالثة بعد البيت والمدرسة.

فالمجتمع مسؤول عن أبنائه وعن نجاحهم وعن فشلهم كلكم راعى اكلكم مسؤول عن رعيته.

لا يوجد شخص معاق بل يوجد مجتمع يعيق.