آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

أحلامي ليست وردية!

ليلى الزاهر *

قاومتْ كثيرا من الآلام وتعبتْ من أجل أن تظفر بمولود جميل وبعد شقاء وعناء الولادة المتعب وعندما أنجبت فتاة جميلة تمنّاها والدها صبيا.

كان الجو حارا جدا وما أن أقبل أخوهم من خارج البيت حتى جنّدت الأم له جميع أخواته لخدمته حتى من تكبره سنًّا تلك تُقدّم له كأسا من الماء وأخرى تجلب له المناديل.

فهل تربينا في بيئة قاصرة تفضل الولد على البنت؟ وهل للولد نصيب الأسد من الحب؟

لابد أن تكون إجابتنا: كلا، وبلا شك كان هذا من الطقوس القديمة وكانت تلك نظرة بائدة تلاشت والحمد لله.

ولكن هل نحن في مجتمع يفتقر فيه البعض منا لتربية الأولاد والبنات بجانب بعضهم البعض؟ أم أننا نربي الولد سيدا في قومه؟ وإن كانت حقيقة موجعة عند البعض.

بالطبع ليست قاعدة عامة عند الجميع بل لا يخلو الموضوع من هؤلاء العقلاء الذين لم يجانبوا الصواب في النظرة التكاملية لجنس المولود، ويستوي لديهم إنجاب الولد بالفتاة حيث ُتربى الفتاة أميرة في حضن والديها وفي مناخ معتدل، كريمة كما أرادها إسلامها. وها هي أمي تصرخ قائلة: أنت ولدي وتلك ابنتي كلاكما مكمِّل للآخر، إذا وقعت أختك أرضا سوف تحملها يداك، وإذا كان عندك قطعة حلوى فلك نصفها ولأختك النصف الآخر، يدك بيد أختك حتى تكبرا سويّا ولن تحتاج لسائق يوصلها لمدرستها أو جامعتها وأنت موجود، وبالمقابل إذا احتاج أخي لعون أو سند أنا أخته بجانبه أفديه بروحي.

إننا نخشى القول بأننا كلما ابتعدنا عن زمن الجاهلية، تأصَّلت عند البعض منا قيم ذلك العصر التي حرمها الإسلام بل وذمّها القرآن الكريم وذمّ أصحابها.

﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ «النحل 58»

بل سوف نقول: أن المرأة اليوم شقّت طريقا جميلا محفوفا بالحريات والإنجازات لها شروطها في كل مضمار تسلكه، مثلما لها مركبتها التي تقودها.

ليست ذات أحلام وردية ولا شعارات بنفسجية ولا تنتظر فارس الأحلام ولا الزوج الذي سوف يأخذ بيدها نحو السعادة المجهولة بل هي قامة عظيمة والقامات العظيمة تخرج من بين الجدران القاسية وتسير في الطرق الوعرة والممهدة على السواء.

أنا طفلة ذكية بجانبي أخي يحرسني ويحميني أحبه ويحبني لأن أمي من غرست فينا حب بعضنا لبعض ثم أنا شابة جميلة شابة رائعة الجمال تستطيع أن تصون هذا الجمال بحجاب متكامل وتحفر في الصخور لتصبح طبيبة أو مهندسة أو...، ثم أنا امرأة ناضجة أحسنت اختيار زوجي الذي أعطاني حقوقي كاملة ولم يماطل في سلب كرامتي وإنسانيتي. حمدا لله تعالى عرفت وتنبهت منذ طفولتي أنني امرأة قد تكون ضعيفة بذلك اللباس القديم ولكنّني الآن أضاهي الرجل في قوتي بلباسي الفكري الجديد لأن لدي أسباب القوة وعرفت طريقها جيدا، فليست قيادة السيارة هي إنجازي فقط لينتظر الجميع إنجازاتي القادمة.

لن أضع نقطة ختاما لمقالي هذا وإنما سوف تكون هناك نقاط عديدة سوف تضعها من بعدي نساء وفتيات وشابات رائعات أشمّ خلفهن رائحة عبقة تنتشر في الأجواء لتملأ الكون جمالا ليشهد أهل الأرض جميعهم أن ابنتي وأختي الصغرى أشرقتا بهجة وسرورا ولهما حياتهما التي تختلف عن حياتي.