آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

البساطة.. الدهاء

محمد أحمد التاروتي *

أسوأ الممارسات البشرية، تتمثل في استغلال الاشخاص البسطاء، لغايات خبيثة، اذ يحاول التخفي البعض وراء الاعمال الخيرية، للحصول على القبول الاجتماعي، لاسيما وان المشاريع الخيرية تجد المباركة، والدعم المعنوي والمادي، فالمشاريع الخيرية تفتح جميع الأبواب المغلقة، الامر الذي يمثل الطريق لممارسة الاجندات الخاصة، ومحاولة الكيد بالشرائح البسيطة، خصوصا وان المشاريع الخيرية تكون في الغالب بعيدة عن المجهر، وبالتالي إطلاق العنان لمختلف انواع المكائد، والتصيّد في الماء العكر.

يتحمل جزء من المجتمع مسؤولية الوقوع، في ”شرك“ اصحاب المشاريع المشبوهة، خصوصا وان السير وراء كل ناعق امر مذموم، فالمجتمع مطالب بالتدقيق في جميع المشاريع، للوقوف على أهدافها والغايات المرسومة، الامر الذي يحول دون الاستغلال السيء، وتوريط بعض الاشخاص، في حبال هذه النوعية من الشخصيات، التي تتحرك وفقا لمخطط مرسوم سلفا، بمعنى اخر، فان الاستجابة السريعة لبعض الافكار دون البحث، يمثل معضلة حقيقية، نظرا للتداعيات الكارثية المترتبة، على انكشاف زيفها في المستقبل، لاسيما وان تصحيح المسار يكون صعبا في الغالب.

التفكير البسيط ثغرة، يحاول الخبثاء الولوج من خلالها، فهذه النوعية من البشر، تعرف الطريقة الأكثر تأثيرا، على الشرائح البسيطة، مما يدفعها للتلون وانتهاج المزيد من الأساليب، لاسيما وان التمثيل يتطلب دراسة البيئة الاجتماعية، للتعرف على اسهل الطرق، لتحقيق الاختراق السريع، لدى اصحاب التفكير البسيط، مما يستدعي الارتقاء بالتفكير للوقوف بحزم امام مختلف المشاريع المزيفة، الهادفة لتوريط جزء من المجتمع في اعمال مشبوهة، وبالتالي، فان عملية ابطال مفعول الخطط، مرتبط بالقدرة على القراءة الدقيقة، ومحاولة التعرف على نمط، تفكير اصحاب المشاريع الخبيثة.

الدهاء العصا التي يتعكز عليها، اصحاب المشاريع المشبوهة، حيث يحاول هؤلاء ممارسة نوعا من غسيل الدماغ، لكسب الشعبية في الوسط الاجتماعي، فعملية الوصول الى الاهداف المرسومة، تتطلب انتهاج سياسة التدرج، في عملية الطرح، خصوصا وان الطرح المباشر يخلق ردود افعال تكون سلبية احيانا، مما يتطلب خلق الاجواء المناسبة، لتهيئة المناخ المناسب للقبول، بمعنى اخر، فان امتلاك الدهاء بدون اتخاذ الوسائل المساعدة، تكون اثاره وخيمة، الامر الذي يستدعي وضع جميع الاحتمالات، على الطاولة، قبل اتخاذ قرار المكاشفة مع الجمهور، بمعنى اخر، فان استخدام البسطاء لتحقيق الاهداف المرسومة عملية معقدة احيانا، وبسيطة احيانا اخرى، فالمسألة مرتبطة بنوعية الشرائح المخاطبة، وكذلك الظرف الزماني، ونوعية المشاريع المطروحة.

البساطة تمثل البيئة الخصبة، التي يبحث عنها الدهاة في تمرير مختلف المشاريع المشبوهة، نظرا لإدراك الدهاة صعوبة كشف المآرب الشخصية، مما يدفع لمزيد من الاستغلال، لهذه النوعية من البشر، فالعملية ليست مقتصرة على تفريغ الجيوب، وبسط النفوذ الاجتماعي، وإنما تتسع الدائرة لتشمل الدفع بالبسطاء، في مشاريع تخريبية، الامر الذي يشكل خطورة اجتماعية، ليست قاصرة على شريحة معينة، الامر الذي يستدعي ايقاف اصحاب المشاريع المشبوهة، بمختلف الطرق لايقاف التداعيات الكارثية، على المجتمع قبل شريحة البسطاء.

كاتب صحفي