آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

الإمام الحسين الشخصية الشامخة والقضية الخالدة

بتول السادة

إن أهمية أي حدث من الأحداث إنما تتحدد وفقاً لحجم آثار ذلك الحدث ومستوى التفاعلات التي يخلقها في الحياة الاجتماعية. فالآثار الأكبر تكسب الحدث أهمية أعظم.

وتتفاوت الأحداث في مدى تأثيراتها من حيث المساحات الزمانية والمكانية والاجتماعية، فالمدى الأوسع للتأثير يعطي حجماً أكبر للحدث المؤثر.

انطلاقاً من هذه الحقيقة فإن ثورة الإمام الحسين تنفرد في عالم الأحداث والثورات بما أفرزته من آثار كبيرة، وانعكاسات واسعة، تجعلها في صدارة الأحداث الأهم في تاريخ الأمة الإسلامية بل والتاريخ البشري بشكل عام.

لقد تجاوزت تفاعلات ثورة الحسين حدود المكان، وحواجز الزمان، واختلاف الشعوب والأقوام، ولا تزال تموجاتها متلاحقة متتابعة في مختلف بقاع الأرض، وعلى مساحة بشرية كبيرة متنوعة في أعراقها وقومياتها، رغم مرور أربعة عشر قرناً من التاريخ.

وقد اجاد سماحة الشيخ حسن الصفار إذ سلط الضوء على هذه الشخصية العظيمة وهذا الحدث الخالد، فكتب ”الإمام الحسين الشخصية والقضية“ متناولا بالحديث جناحا الثورة الحسينية، الشخصية الشامخة العظيمة المتحدرة من شجرة النبوة، والقضية العادلة الخالدة التي اوقدت شموع الوعي في زوايا تاريخ الأمة المظلم.

في مقدمة الكتاب يؤكد الشيخ الصفار على تميز نخبة قليلة من بني البشر بتطلعها لأفق أرحب من هموم الذات، فتسعى لإسعاد الآخرين، ولخدمة المبادئ والقيم السامية، وللارتقاء بمستوى الحياة إلى ما هو الأفضل والأحسن. ويُمثل الإمام الحسين قمة المجد السامقة لهذه النخبة في التاريخ البشري.

التأثير الفكري والثقافي للنهضة

والحديث عن قضية الإمام المتمثلة في نهضته المباركة، يبدأ بالحديث عن التأثير الفكري والثقافي لهذه النهضة الخالدة في مختلف ميادين المعرفة والحياة، فعلى الصعيد الديني يؤكد - الشيخ الصفار - على أن ثورة الإمام الحسين أعادت طرح موقعية أهل البيت في الأمة، بعد فترة من التجاهل والتنكر لحقهم ولدورهم، رغم تأكيد القرآن الكريم على طهارتهم، وعلى مودتهم كأجر للرسالة.

وقدمت حركة الإمام الحسين في الجانب الاجتماعي منظومة مناقبية جديدة، تنبثق من روح المسؤولية والالتزام الأخلاقي، في مقابل سيطرة الروح الأنانية والمصلحية والانتهازية.

وأكد سماحة الشيخ الصفار أن هذا التأثير الفكري الثقافي الكبير الذي تركته ثورة الإمام الحسين في أوساط الأمة، خلق موجاً هائلاً، وحركة معرفية ضخمة، لا تزال تتواصل وتنمو وتتراكم، ضمن مختلف أبعاد المعرفة.

كتاب «الإمام الحسين الشخصية والقضية» من الكتب التي تستحق القراءة في ايام عاشوراء.