آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

الشيخ الصفار يدعو إلى جمعيات تخصصية تحتوي مشكلة المخدرات والصحة النفسية

جهات الإخبارية

انتقد الشيخ حسن الصفار واقع العمل الخيري والأهلي في المنطقة العربية الذي لا يزال في أدنى مستوياته، داعيا إلى النهوض بهذا المجال الحيوي ورفده بالكفاءات الأكاديمية والموارد المالية.

وقال في محاضرته العاشورائية في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء: ”ما تزال الجمعيات الخيرية تشكو من ضعف إقبال الناس عليها، سواء من ناحية الموارد البشرية العاملة، أو لجهة التفاعل العام، الإعلامي والاجتماعي، أو لجهة الدعم المالي“.

وأشار إلى ضآلة المتطوعين للعمل الخيري في المملكة الذين لا يتجاوزعددهم الثلاثة وعشرين الفا من بين أكثر من 30 مليون نسمة هم اجمالي عدد السكان والمقيمين.

وتابع أمام حشد من المستمعين في مجلس المقابي بمدينة القطيف: ”ان عدد المنظمات الخيرية في العالم العربي لا يتجاوز مجموع المنظمات الخيرية في ولايتين فقط من الولايات المتحدة الأمريكية“.

ودعا الى توسيع قاعدة العمل التطوعي الذي باتت المجتمعات الإنسانية تتنافس من خلاله لتحقيق المصلحة العامة ومعالجة مناطق الضعف فيها.

ومضى يقول ان معظم بلاد العالم التي يصفها بعضنا بالمجتمعات المادية ينشط فيها المتطوعون لمساعدة الفقراء وإغاثة المحتاجين وحماية البيئة ودعم المرضى ونشر التوعية بقضايا الحياة والقيم الإنسانية.

واستطرد: ”أن مجتمعاتنا أولى من غيرها بالعمل الخيري لأنها تنتمي إلى دين عظيم يوجب على معتنقيه حمل هموم اخوانهم، علاوة على تفاقم الحاجات الاجتماعية التي تستدعي اهتمام الجميع، وأن محدودية قاعدة العمل التطوعي الخيري في مجتمعاتنا تتطلب تضامن الجهود الرسمية والاهلية لتوسيع هذا المجال“.

وفي هذا السبيل، دعا إلى تسهيل اجراءات انشاء المنظمات غير الحكومية في المملكة طبقا لوثيقة برنامج جودة الحياة 2020 التي تستهدف زيادة عدد المنظمات غير الحكومية وبلوغ المملكة قائمة الدول الاكثر ملائمة للعيش.

وحثّ على تسهيل اجراءات انشطة العمل الأهلي من قبل الوزارات المعنية وتفادي التعقيدات البيروقراطية المتمثلة أحيانا في انعدام كفاءة الموظفين الحكوميين المنوط بهم معالجة الأمر.

وعلى صعيد ادارة مؤسسات العمل الخيري، دفع الشيخ الصفار نحو تطوير اداءها وتواصلها مع مجتمعها، واستثمار الفرص المتاحة والموارد المتوفرة.

وفي السياق ذاته، حثّ الأهالي على احتضان العمل الخيري وتشجيع العاملين فيه والإحتفاء بهم كما يحتفون بالعاملين في الأماكن العبادية، إلى جانب محضهم النصح والنقد البناء والنأي عن النقد السلبي المثبط للهمم.

إلى ذلك دعا الشيخ الصفار إلى انشاء جمعيات تخصصية تهتم بمجالات حيوية من قبيل الصحة والبيئة وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ومعالجة المشاكل الاجتماعية.

وخص بالذكر مجالين حيويين هما مشكلة المخدرات والصحة النفسية، معتبرا بأن المنطقة في أمس الحاجة لمؤسسات تحمل على عاتقها التصدي لاحتوائهما.

وأضاف القول أنه مع وجود جهة رسمية لمكافحة المخدرات ”لكن المسألة تحتاج إلى تعاون اهلي كبير، فانتشارها خطر كبير على ابنائنا وبناتنا، والكميات التي تعلن الاجهزة الامنية عن مصادرتها واكتشافها عند المنافذ الحدودية كبيرة“.

وحض الأهالي على اليقظة والانتباه وإنقاذ من تورط في تعاطي المخدرات. مشيدا بإنشاء لجان المتعافين من الإدمان في المنطقة الشرقية ومنها واحدة في جمعية مضر الخيرية في محافظة القطيف.

وعلى صعيد الأمراض النفسية، قال: ”ان الاحصاءات الرسمية تشير إلى وجود مئات الآلاف من ضحايا الأمراض النفسية في المملكة ومنهم عدة الآف من المنومين الذين استضافتهم المستشفيات الحكومية“.

وقال: ”ان هذا المجال يتطلب مزيدا من لجان العمل الأهلي مشيدا في السياق بالملتقى النفسي الاجتماعي المتأسس في محافظة القطيف عام 2008 والمعروف رسميا بمجموعة اصدقاء تعزيز الصحة النفسية“.