آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

الاستعدادات.. التخطيط

محمد أحمد التاروتي *

يمثل التخطيط المسبق للأعمال مقدمة ضرورية، لوضع الأساليب المثالية لخروجها بالطريقة المناسبة، اذ يمثل الاستعداد المسبق اسلوبا متعارفا، لإنجاز الاعمال وفقا للتصورات المرغوبة، فالعشوائية تسهم في افشال الاعمال، جراء ضياع الطرق الصحيحة للتعامل مع المخططات على اختلافها، وبالتالي فان الاستعدادات ليس ترفا او ممارسة مستهجنة، بقدر ما تكشف التحرك الجاد لوضع الامور في النصاب، خصوصا وان الدخول في الاعمال دون خطة مسبقة او معرفة كافة، يأتي بنتائج غير محمودة على الاطلاق، الامر الذي يستدعي انتهاج سياسة التخطيط المسبق، قبل الانخراط في الاعمال على اختلافها، سواء كانت هامشية او مفصلية، فالنجاح يتطلب وضوح الرؤية في الدرجة الاولى.

عملية التخطيط تتطلب توافر إمكانيات، وطاقات قادرة على تطويع الظروف، وخلق المناخات المناسبة، للانطلاق نحو عالم النجاح، فالرغبة في تحقيق النجاح امر مشروع، ومطلوب على الدوام، باعتبارها - الرغبة - الخطوة الاولى لبدء مسيرة تحطيم الحواجز المادية والمعنوية في مشوار النجاح، بيد ان الرغبة بحاجة الى عناصر اخرى لتحويلها - الرغبة - من الاحلام الى واقع معاش، خصوصا وان المشاريع تبدأ كفكرة سرعان ما تتحول الى حقائق على الارض، الامر الذي يستدعي الاختيار المناسب، للأدوات اللازمة لإطلاق تلك الافكار، بمعنى اخر، فان الخطوات الاساسية لتوليد الافكار الى وقائع ملموسة،، تستدعي وضع الطرق المناسبة والعمل الجاد والمسبق، لاحداث الانطلاقة الصحيحة، من خلال دراسة جميع الملابسات، والبحث عن الطرق المناسبة، لترجمة الاعمال بالطريق المثالية.

التحرك المدروس، والابتعاد عن الخطوات العشوائية، تمثل عناصر اساسية في الحصول على النتائج الايجابية، خصوصا وان محاولات القفز على الخطوات دون وعي، او تجاوز المرحلة الزمنية، بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر، واحيانا تكون سببا في السقوط المدوي، مما يتطلب احتساب الخطوات بشكل دقيق لتفادي السقوط، او تعريض الاعمال للفشل، او التوقف في منتصف الطريق، بمعنى اخر، فان محاولات انتهاج الفوضوية في تنفيذ الاعمال، تكون اثارها كارثية في الغالب، نظرا لاحتمالية ظهور مشاكل يصعب تجاوزها، او التغلب عليها، وبالتالي فان اعتماد سياسة الخطوة خطوة، يكون الطريقة المناسبة، لإخراج الاعمال بالأسلوب الصحيح.

العنصر البشري، يمثل المحور الاساس في ترجمة الرغبات، الى واقع معاش، فهو قادر على ازالة جميع العراقيل، والمصاعب من الطريق، مما يسهم في تعبيد السبيل امام انسيابية الاعمال بشكل مثالي، بمعنى اخر، فان عملية الاستعدادات مرتبطة بوجود فريق قوي، وقادر على وضع الخطط المناسبة لانجاح الاعمال، بينما الاختيار الخاطئ يخلق العديد من المشاكل على الارض، نظرا للاعتماد على خطط غير ابتكارية، او غير مناسبة، الامر الذي يتمثل في التوقف في منتصف الطريق، او سلوك طرق وعرة، وغير قادرة على الوصول خط النهاية.

التسرع في وضع الخطط المناسبة، احد العوامل في القضاء على احلام نجاح الاعمال، بالشكل المثالي، خصوصا وان إتقان العمل يشكل عنصرا اساسيا، للحصول على النتائج المرجوة، فيما يعطل الاستعجال الحصول على الطرق المناسبة، في ترجمة الاعمال، خصوصا وان الظروف الاجتماعية، والأوضاع الاقتصادية، والتطورات السياسية، تلعب دورا اساسيا، في اختيار الأساليب المطلوبة للبدء في الاعمال، بمعنى اخر، فان التحرك المستعجل لا يأتي بنتائج إيجابية، بقدر ما يجلب الحسرة والندامة.

كاتب صحفي