آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

لحن الحياة

محمد أحمد التاروتي *

فك شفرات لغة الحياة يختلف باختلاف التوجهات، بالاضافة للنظر للتحولات المختلف، فهناك شرائح لا يتجاوز نظرها للامور مسافة ما تحت الأقدام، مما يجعلها غير قادرة على التقدم، وتسجيل الانجازات المتعددة، بحيث تبقى في مؤخرة الركب على الدوام، نظرا لافتقارها للإمكانيات الضرورية، لاحتلال المواقع المتقدمة في مختلف المجالات، فيما تمتلك فئات اخرى رؤية مستقبلية وطموح كبير، فهذه النوعية قادرة على قراءة ما خلف السطور، مما يدفعها لاتخاذ الخطوات، لاقتناص الفرص بالشكل المطلوب، بحيث يترجم على ترك مسافة واسعة، مع اصحاب النظرة القاصرة، او المحدودة للامور.

لغة الحياة قائمة على الامساك بالأدوات اللازمة لتطويع، وفك الألغاز بطريقة مثالية، فالافتقار لتلك الأدوات يترك تداعيات سلبية على النتائج المستقبلية، نظرا للترابط الوثيق بين المقدمات والنتائج النهائية، الامر الذي يستدعي التحرك بشكل مدروس ودقيق لتفادي الانحراف عن الجادة، مما يقود للوصول الى الطريق المسدود، بمعنى اخر، فان الرغبة في التعاطي بشكل ايجابي مع التحولات الحياتية، احد المحركات الاساسية للبحث عن المفاتيح، لاقتحام مغامرات الحياة الشاقة، وبالتالي فان التحدي مع الذات للتغلب على جميع المصاعب والعراقيل، عنصر حيوي لركوب غمار الحياة في مختلف الظروف.

التوجهات المختلفة لقراءة لغة الحياة، تظهر على صورة المواقف المتباينة، وغير المتطابقة لدى البشر، فالقراءة الاولية تدفع لاتخاذ الموقف، والتحرك وفق الرؤية العقلية، بمعنى اخر، فان الحياة قادرة على إرسال رسائل مشفرة على مختلف الجبهات، فالمستويات الفكرية تشكل الفرق في كيفية التعاطي، ومحاولة تسخير تلك الرسائل بطريقة مناسبة، خصوصا وان سرعة الالتقاط عامل اساسي في تعظيم الاستفادة، بينما الالتقاط المتأخرة يمنع من الحصول على الفائدة الكبيرة، الامر الذي يفسر التفاوت الكبير في جني الثمار بين البشر، وبالتالي فان القدرات العقلية تلعب دورا محوريا، في الاستماع المثالي الى لحن الحياة المستمر على الدوام.

النظرة للحياة تساعد على تحديد المسارات المستقبلية، فالنظرة التشاؤمية تكون تداعياتها وخيمة، مما ينعكس على الطريقة المستخدمة، لتسخير الحياة بالطريقة المطلوبة، خصوصا وان الطريقة السلبية تحجب الرؤية عن الوصول الى الحقائق، مما يعني صعوبة التحرك السليم والتوقف الدائم لأسباب متعددة، بخلاف النظرة الايجابية التي تفجر الطاقات، وتنسف جميع العراقيل، التي تعترض الطريق، نظرا لوجود محركات داخلية، لا تعترف بالحواجز المادية والمعنوية، الامر الذي يتمثل في القدرة على مواصلة الطريق، وعدم الاستسلام لصعوبات والام الجادة، مما ينعكس على صورة إنجازات جبارة، ومفاجئة للكثير من المحيط القريب فضلا عن البعيد.

لحن الحياة لا يتوقف على الاطلاق، فالجميع قادر على سماعه على مدار الساعة، بيد ان الاختلاف يكمن في القدرة على الاستماع الجيد، او التجاهل المتعمد، بمعنى اخر، فان المرء يصنع مستقبله بنفسه، وفقا للخيارات التي يرسمها، وبالتالي فان الخيارات تدفع باتجاه التعامل مع لحن الحياة، فأصحاب العقول يعملون على وضع الامور في النصاب الصحيح، وعدم الاستماع الى الأصوات المزعجة، بخلاف الفريق الاخر الذي يفضّل السير على الهامش، والاكتفاء بالفتات، دون التفكير في الاستحواذ، على نصيب الأسد.

كاتب صحفي