آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

مختص يرصد إيجابيات الدروس الخصوصية ويرفع بعض طرق تكريم المبدعين

جهات الإخبارية سلمان العيد - سنابس

ربما اتفق الجميع على أهمية دورالعائلة في تحقيق التميز وخلق المواهب لدى الأولاد، وجعلهم متميزين في الحياة الدراسية، لكن ثمة أخطاء عديدة تصدر من العوائل تجاه أولادهم المتميزين فضلا عن المتعثرين.

ربما تخطيء العوائل والأسر تجاه أولادها بدافع الحب، لكن أن يكون التقدير خاطئا، والتكريم غير موفق كيف يكون ذلك؟ تلجأ بعض العوائل إلى إيجاد المدرسين الخصوصيين، لكن هل هذه الطريقة صحيحة؟ ربما أيضا أجمع الكل على أن ذلك شيء خاطيء لكن هل أحد يملك البدائل لذلك؟.

كل هذه الأسئلة أجاب على هذا السؤال الدكتور عبد العزيز الحميدي خلال ديوانية الجمعة الماضية، بمجلس التنمية الاجتماعية بسنابس، والذي تحدث عن دورالعائلة في تحقيق التميّز الأكاديمي، وقد تحدث الدكتور عن عدد من القضايا الهامة، حول علاقة الأسرة أو العائلة بتحقيق التميز لدى أبنائها.

وخلال الديوانية تطرق الدكتور الحميدي إلى مسألة التميز وقال بأنها صفات خاصة، تميز الفرد عن الآخرين، البعض يعتقد أنها صفات أو ملكات تأتي وراثية، بينما تنتفي هذه الفكرة إذا رأينا أن العديد من المبدعين في العالم كانوا من الفئات الكادحة، وأبرزهم نيوتن.

الدكتور الحميدي  مع تأكيده على الجهد الذاتي للفرد  لكنه رأى أن البيئة الصحية للإبداع تأتي من العائلة، مفرّقا بين نوعين من العوائل، فبعض العوائل تتدخل في كل شيء في حياة أبنائها، وبعض العوائل تؤهل إبنها كي يأخذ قراره بنفسه، وهي التي تعلّمه كيف يجدول وقته، ويختار اصدقاءه، ويملك القدرة الخاصة على أن يقول: ”نعم“، ويقول: ”لا“ في الوقت المناسب.

ورغم إيمانه بأن الفرد هو المسؤول عن ذاته، لكنه يرى أن العائلة ينبغي ان ترصد ميول أبنائها وتكون استشارية لهم تجاه تلك الميول، وأولى الاستشارات هي أن تعطي ولدها فرصة لاتخاذ قراره حتى لو كان خاطئا..

وتبعا لكل ذلك، انتقد الحميدي حالة اللوم والتقريع من قبل بعض الأسر التي عليها ان تجعل أولادها يتصرفون بشكل صحيح، وتمنحهم الفرص لمعالجة امورهم بأنفسهم، وإذا تدخلت فليكن ذلك التدخل بشكل سليم، لأن اللوم والتقريع سوف يدخل الطالب أو الولد دائرة الضغط النفسي الذي يتحول إلى إحباط ومرض، بينما الاسرة تقوم بدور إخراج ابنها من دائرة الضغط النفسي إلى دائرة النجاح.

ولم يفت الحميدي أن يتطرق إلى مسألة التكريم الذي يوجه للأولاد الناجحين والمتميزين، لكنه يرى بأن التقدير والتكريم الذي يدعم الموهبة ويصقلها، قد يكون إيجابيا، وقد يكون سلبيا إذا دخل نطاق المبالغة، وأشعر الولد بأنه صار موهوبا ودفعه ذلك إلى التوقف، ولم يواصل مسيرة الابداع، فالمبدع يعيش صراعا دائما مع ذاته ومع نفسه.

وتطرق الحميدي إلى مسألة غاية في الأهمية وهي الدروس الخصوصية، ولفت إلى الدرس الخصوصي  مع سلبياته الكثيرة في إيجاد حالة من الاتكالية  قد يكون مفيدا للطالب، إذا كان يتضمن شيئا إضافيا عن المواد العلمية التي أخذها في المدرسة، وأما إذا كان نسخة مكررة من الدرس في المدرسة أو الجامعة فلا فائدة منه، بل ينطوي على مجموعة أضرار وابرزها عدم الاعتماد على الذات، وزرع حالة الكسل لدى الطالب.

ويرى الحميدي أن البديل في ذلك هو الأصدقاء فالصديق أو المذاكرة مع الأصدقاء خطوة هامة، وتتضمن مجموعة إيجابيات لعل أبرزها أن هذا النوع من المذاكرة يتم ضمن مجموعة صغيرة، ويعطي فرصة لإبداء الرأي، ويمنح مصداقية أكثر ويفتح آفاقا أوسع.

وأكد بأن أي شخص إذا أراد أن يكون موهوبا وناجحا فأما أن يضغط على نفسه، وأما أن يتخذ له مجموعة أصدقاء متميزين.