آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

الشباب والوعي الصحي

رضي منصور العسيف *

سألته هل تدخن؟!

أجابني بكل ثقة: نعم أدخن..

هذه إجابة أحد الشباب الذين دخلوا مرحلة المراهقة والتي تتميز بالتغيرات البيولوجية والاجتماعيةوالنفسية والفكرية، كما أنها تتميز بالشعور بالذات وضرورة الاستقلال، لذا تجدهم يمارسون سلوكيات تظهرهم أنهم فئة لها موقعها في المجتمع.

الاكتشاف المبكر

من خلال مشاركتي في أحد البرامج الصحية التي أقامته إحدى المدارس لاحظت مجموعة من السلوكيات الصحية الخاطئة التي تحتاج إلى وقفة جادة وإيجاد الحلول المناسبة لها، من هذه السلوكيات:

  • عدم الاهتمام بالجانب الغذائي والاختيار العشوائي للطعام.
  • التدخين بمختلف أشكاله.
  • عدم ممارسة الرياضة بالشكل المطلوب.
  • عدم الانتظام في تناول الوجبات الرئيسية.
  • عدم أخذ قسط كاف من النوم.

ونتج عن هذه السلوكيات:

  • زيادة الوزن والسمنة المفرطة لدى بعض الطلاب.
  • النحافة بسبب إهمال قواعد التغذية السليمة.
  • تسوس الأسنان.
  • الإصابة المبكرة ببعض الأمراض كالسكري.

التثقيف الصحي والغذائي

مع التطور السريع في العملية التعليمية والتفوق الدراسي لذا بعض الطلاب إلا أننا نلحظ «ضعف» في الوعي الصحي وعدم اهتمام بأبجديات الصحة. لذا كان من واجبنا المشاركة في عملية التثقيف الصحي والغذائي والتي نهدف منها تحسين السلوك الغذائي، وتغيير العادات الغذائية الخاطئة وتنمية العادات السليمة التي تساعد على تحسين صحة الفرد والمجتمع، وبث قيمة الصحة ومساعدة الناس لاكتساب مهارات الحياة الصحية.

ومن منطلق الصحة السليمة في الوعي الصحي السليم نذكركم ببعض النقاط:

لا تفرط في صحتك

الخطوة الأولى في تعزيز الصحة هي أن يعي الإنسان «الشاب» أن صحته هي مسئوليته، يقول تعالى ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ التكاثر/ 8.

لذلك ينبغي للشاب أن يحافظ على صحته، وذلك لأهمية الصحة للإنسان، وليس له أن يفرّط فيها فهي أثمن ما يملك «الصحة» وقد ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: «يا أبا ذر نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [1] 

تثقف بالثقافة الصحية

لكي يحافظ الإنسان على صحته، من الضروري، أن يمتلك ثقافة صحية تمكنه من تكوين خلفية جيدة في المجال الصحي، بحيث يكون طبيب نفسه.

أما كيف تحصل على الثقافة الصحية؟ فعبر ما يلي:

  • قراءة الكتب الطبية المبسطة والتي تتناول الأغذية، والأدوية، والأمراض المختلفة، وطرق الوقاية منها، ومعرفة أعراضها ومسبباتها... إلخ.
  • تدوين الملاحظات الطبية عن نفسك، ومحاولة الاطلاع الواسع على أمراضك - إن وجدت - لأن ذلك يساعدك على التعامل الأفضل مع ما لديك من أمراض [2] .
  • استشارة ذوي الاختصاص، والرجوع للمصادر العلمية المعتمدة.
  • الاستفادة من البرامج الصحية التي تقام في المجتمع «معارض، محاضرات، ندوات وغيرها».

عليكم باللاءات الصحية

يمكن للشباب البدء بحياة صحية جديدة شعارها «لا للمرض... نعم للصحة» من خلال النقاط التالية:

  • لا تسرف في تناول الطعام، يقول تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَالأعراف/31.
  • الإسراف قد يكون في حجم الوجبة، أو محتوى الوجبة من السكريات والدهون والأملاح... وقد يرتبط الإسراف ببعض المناسبات كالأعياد وغيرها... فكن معتدلا فيما تتناول من أطعمة وأشربة لتتجنب الأمراض الناتجة من هذه العادة.
  • لا للحرمان واتباع الحميات القاسية، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ المائدة /87.
  • مهما كان وزنك فلا تتبع حميات تحرمك من المجموعات الغذائية الأساسية «الكربوهيدرات، البروتين، الدهون» فكل مجموعة لها دورها في بناء جسمك، فقط عليك تناول احتياجك منها.
  • لا تهمل وجباتك الأساسية وبالخصوص وجبة الفطور لأنها أساسية وتحمي من التعرّض لنقص السكر في الدم وتؤمّن للجسم ما يحتاجه من الطاقة.
  • لا تستجبْ لإغراءات زيادة حجم الوجبة في مطاعم الوجبات السريعة مقابل مبلغ قليل من المال، لأن النهاية سعرات أكثر ومزيد من الوزن. كن حكيماً في تناول الوجبات السريعة.
  • لا للإكثار في تناول المشروبات المنبهة والمشروبات الغازية وشراب الفاكهة فهي مواد عديمة القيمة الغذائية.
  • لا تنس أن تشرب ما يكفي من الماء لأن كل خلية من خلايا الجسم في حاجة ماسة إليه.
  • لا تدخّنْ حتى لو سيجارة واحدة في اليوم، وليس صحيحًا ما يعتقد بعضهم من أن تدخين سيجارة واحدة في اليوم هو عمل غير ضار بالصحة، بل إن ما تشير إليه نتائج الدراسات الطبية في هذا الشأن تُؤكد أن ثمة أضرارًا صحية لذلك بدرجة لا يُمكن إهمالها، وأن الاستمرار في تدخين سيجارة واحدة في اليوم يرفع من خطورة احتمالات الوفاة المبكرة.
  • لا تهمل الرياضة، حيث أن ممارسة الرياضة بشكل يومي تساعد بشكل كبير في الحصول علي جسم مشدود وقوي، واجعل رياضة المشي عادتك اليومية حدد الوقت المناسب لك وانطلق في هذه الرياضة الممتعة.
  • لا تسهرْ كثيراً لأن قلة النوم تترك انعكاسات سلبية على الصحة من أهمها الإصابة ببعض الأمراض وضعف جهاز المناعة.

أخيراً أيها الشاب العزيز تذكر أن صحتك ثروة عظمى فلا تفرط فيها.

[1]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 3536

[2]  الشخصية الناجحة، الشيخ عبدالله اليوسف، ص181
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف