رجل دين: عند خطبة فتاة لا بد من حفظ كرامتها.. وأخصائية: لسن ”معرض سيارات“
دعا الشيخ صالح آل إبراهيم إلى مراعاة عدة أمور عند تقدم الأهل لخطبة فتاة، حيث أن الكثير من القصص تتعرض لها المتقدم لها، منها ما يصيب بخيبة الأمل تاركة أثر سلبي.
وتنقل سيدة لـ ”جهينة الإخبارية“ ما حدث لإحدى معارفها حين قامت بزيارتهم امرأة ترغب بالتعرف على ابنتهم لخطبتها لابنها، فبعد الاستقبال ورؤية الفتاة والاعجاب بها، تلمح أختها الأصغر ذات البشرة الأكثر بياضا لتقول "هذه أحلى نريدها لابننا.
وتتابع رواية القصه، حين ارتسم على الأم ملامح الدهشة، فتسألهم عن صورة ابنها المراد الخطبة له، وعند مشاهدة الصورة، تخبرهم: ”أن ابنتنا أحلى منه ولا تناسبه“، وذلك مراعاة لمشاعر ابنتها التي جرحوها بكلماتهم مشيرة إلى ”فهن بشر ولسن معرض للسيارات“.
وقالت أخرى أنه بعد الزيارة التعارفية ورؤية الفتاة، يخرجون دون أي تعليق، مما يجعل الفتاة في حيرة وعدم ثقة بنفسها.
وقالت أخرى أن أختها رفضت اتمام الخطبة إلا بشرط أن تتحاور أولا مع المتقدم بوجود أهلها، حيث اكتشفت أثناء التحاور معه أنه إنسان سطحي يهتم بالشكل الخارجي والماركات، على الرغم من ضعف مستواه المادي، حامدة الله سبحانه وتعالى على التروي وعدم الاستعجال فهي تطمح بالعمل والانجاز وتطوير الذات مع شريك يتناسب مع طموحها.
وذكرت سيدة أنه تم الطلاق بعد تركها لعملها حين تزوجت، حيث أن الزوج طلقها غيابيا حين وجد البديل من خلال ارتباطه بموظفه.
وأخرى تستذكر أنه يتم رفض التقدم لفتاة بسبب خشونة شعرها، أو لونها، أو أسنانها وغيرها من الأمور الشكلية، فأم الخاطب تبحث وتدقق في كل صغيرة وكبيرة لعروس المستقبل، متناسية أطباع ومستوى التعليم لأبنها وصفاته حيث تراه أنه يستحق الأفضل من وجهت نظرها.
وتروي أحدى السيدات أن صديقتها كانت محجوزة لأحد أقاربها لعدة سنوات، وكانت ترفض كل من يتقدم لها، للتفاجؤ بعد ذلك بأنه لا يريد الارتباط بها.
واخرى روت معاناتها حيث قالت تمت خطبتي لأحد اقاربنا، مشيرة إلى انه تم اختيارها من قبل الأم والأخوات، إلا أنه بعد اتمام العقد ظهرت الفروق في مستوى التفكير والأهداف، حيث أنها تفضل العمل وتطوير الذات، وهو على العكس يريدها في البيت، متمنية من الأمهات عند التقدم لخطبة فتاة أن يتعرفوا على شخصية كلا من الشاب والفتاة ومدى طموحهما حتى لا يحدث الطلاق بعد ذلك.
وروت الأخصائية الاجتماعية والنفسية نورا البريكي موقف آخر حدث أثناء تجمع بأحد المزارع حيث تشاهد سيدة فتاة بالمرحلة الثانوية فتعجبها شكلا، لتناديها وتخبرها بأنها لديها أبن جميل ”تعالي شوفي صورته“، وموقف أخر تقول فيه يطلب شاب من والدته أن تتقدم لأحد العوائل لطلب أبنتهم، فيطلب الشاب معرفة طول الفتاة وصورتها، وأن يمر بسيارته بالقرب من مقر عملها بعد الاتفاق مع بعض الأشخاص لمشاهدتها، ثم يغير رأيه ليرفض فتاة تعمل بمستشفى، ليرغب بفتاة غير موظفة.
وتعلق البريكي بأنها ترفض مثل هذه الطرق التقليدية لنفسها ولبناتنا ولبنات الناس، معربة أن البنات لسن ”معرض سيارات“، سواء تمت مشاهدتهن في البيوت أو المناسبات.
وترى أن تتم الخطوبة بأن يحضر الشاب لولي أمرها ويتحدث معه، ثم تأتي الفتاة بمجلس مفتوح بوجود اهلها ويتكلم معها ”يأخذ ويعطي“ فهذا هو ما يسمى خطبة، حيث بعد العقد يسمى زواج وليس خطوبة، ولو حدث الانفصال بعد العقد تسمى مطلقة.
وبينت أنه ليس من الضروري معرفة الناس أن هذا الشاب متقدم لخطبة الفتاة، حيث بالإمكان أن تحدث بين العائلتين فقط، مشيرة إلى أن يقوم كلا من الفتاة والشاب بعمل تحاليل قبل الخوض بهذه الخطوة ثم يبدؤون بمرحلة التعارف.
وأضافت أن الزواج يجب أن لا يكون بعمر صغير، وبحسب رأيها أن لا يقل عمر الزوجين عن 25 سنة، حيث الاعتماد على النفس والتخرج والتوظيف، وأن يكون كلاهما على دراية بالحقوق والواجبات وطريقة التعايش، لافتة لأهمية أخذ دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج، وعدم الاستهانة بها، حيث تجنبهما الانفصال، كذلك ضرورة أن يضعا لهم أهداف واضحة للحياة.
ووجه الشيخ صالح آل إبراهيم كلمات للشباب حيث قال: إن قرار الزواج واختيار شريك الحياة هو من أهم وأخطر القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته، مؤكداً ضرورة دراسة قرار الزواج جيداً في اختيار شريكة حياته لأنه سوف يعيش معها كل العمر جاعلا منها شريكا في ماله وحياته ومستودعا لأسراره وامتدادا لنسله.
وأكد الشيخ صالح آل إبراهيم أنه على الشاب عند اختيار شريك الحياة فإن المطلوب منك أن تتحرى الصفات الأساسية في الشخص كالدين والخلق، حيث أن مثل هذه الأمور لها علاقة وثيقة بالاستقرار والسعادة الزوجية، أما الصفات الأخرى ”كالشكل والمستوى التعليمي العمر والمنزلة الاجتماعية والوظيفة“ وأن كانت مهمة ولها أثر واضح على العلاقة الزوجية إلا أنها تأتي في الدرجة الثانية.
وقال: «كلما استطعت أن تتصرف بشكل أفضل على من تريد الزواج منه، كلما كانت أرضية الوفاق التآلف بينكما لاحقا أقوى وأمتن»، مشيراً إلى أن المعرفة المطلوبة ينبغي أن تشمل أفكار الشخص ومعتقداته وسلوكه وأخلاقه والتزامه الديني ومواصفاته الجسمية ووضعه النفسي والعقلي ومحيطه العائلي، وأصدقاءه ومعارفه وعلاقاته الاجتماعية وميوله واهتماماته ومستواه العلمي والفكري وأعماله ونشاطاته.
وذكر أنه بالنسبة للشاب والفتاة عند إرادة الزواج أن يكونا قد تهيآ واستعدا للزواج من النواحي المختلفة فنجاح الزواج يتطلب وجود مؤهلات نفسية وفكرية وسلوكية واجتماعية ومادية.
وأكد على عدم استعجال الفتاة في اتخاذ قرارها بالقبول إلا بعد دراسة جادة ومتأنية للشخص الذي تريد الاقتران به، لأنها بالزواج تضع نفسها وحياتها تحت تصرف ولاية الزوج.
ووجه نصائح عدة للأهل قائلا: «عند تقدم أهل الشاب لخطبة فتاة معينة لأبنهم مراعاة عدة أمور: الحفاظ على كرامة الفتاة، حيث أن لبنات الناس حرمة وكرامة وأن هذه الحرمة والكرامة يجب أن تحفظ وتصان، لذا فإن عليهم عند تقدمهم لخطبة فتاة معينة ورؤيتهم لها وعدم حصولها على إعجابهم، تجنب الإساءة لها سواء بالنظر أو الكلمات الجارحة التعليقات المسيئة التي لا تراعي مشاعرها».
كذلك ”أن تكون هناك موضوعية في الاختيار“ حيث أن أهل الشاب يبحثون عن فتاة مناسبة لأبنهم وتتمتع بمواصفات جمالية معينة، كذلك عليهم أن يعلموا أن الفتاة تريد في الشخص الذي يتقدم لخطبتها مواصفات معينة تناسبها، وليس صحيحا ما يقوم به بعض الأهل من التدقيق في صفات الفتاة ويتم التغاضي عن صفات أبنهم.
ولفت إلى أهمية تحديد وقت معين للرد فسواء نالت الفتاة إعجاب أهل الشاب أم لم تنل إعجابهم ينبغي على الأهل تحديد وقت معين للرد على أهل الفتاة سواء بالموافقة على خطبتها أ عدم الموافقة، حتى لا تبقى الفتاة في حيرة من أمرها ولا تعرف مصيرها.
وبين ضرورة المحافظة على أسرار وخصوصيات الفتاة فيما لو لم تنل إعجابهم ولم يتم خطبتها لأبنهم.