آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 6:10 م

الشيخ الصويلح: الاختلاف في المسائل الشرعية لا يسوغ للمكلف تسقيط الآخرين

جهات الإخبارية

قال مسؤول لجنة متابعة الأهلة بالقطيف الشيخ محمد الصويلح بأن المؤشرات العلمية والفلكية حول رؤية هلال شهر رجب بالعين المجردة لهذه السنة في مساء يوم الأثنين متوقفة على صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.

وأضاف وفي هذه الحالة لا يمكن الجزم بإمكانية الرؤية من عدمها من الناحية الفلكية لأن ذلك خاضع لظروف الرؤية في وقت تحري الهلال.

وأشار في محاضرة ألقاها مؤخراً كانت تحت عنوان ”الأهلة بين الرأي الشرعي والعلم الفلكي“: إلى أن من أسباب عدم وجود عدد كبير من الشهود في أغلب أشهر السنة بإستثناء شهري رمضان وشوال يعود إلى قلة من يخرج لتحري الرؤية في بقية الشهور.

وأوضح بأن الاستهلال في مطلع كل شهر أمر مستحب وتبنى عليه أموراً شرعية كثيرة لا يمكن حصرها، كما أنه يعتبر من الظواهر الفلكية التي يبنى عليها الكثير من الأحداث الكونية.

وقال بأن البعض يطالب الجهات الدينية لتوحيد رأيها في ثبوت الأهلة، وهذا الأمر لا يمكن أن يحصل لأنه الفقهاء يختلفون في مبانيهم الفقهية.

وأضاف فهناك من يرى بأن الهلال لا يثبت إلا برؤيته بالعين المجردة في بلد المكلف، وهناك من يرى كفاية ثبوته بالتلسكوب وهناك من يرى بأنه يثبت برؤيته في أي بلد نشترك معه بجزء من الليل، فبناءً على اختلاف هذه المباني كيف تحصل المطالبة بتوحيد الأهلة.

وقال بأن الانتقادات التي تحصل عندما يكون هناك اختلاف في ثبوت الهلال إنما تعود لعدم استيعاب البعض لآراء الفقهاء المتعددة في هذا الشأن وهذه المسألة كغيرها من المسائل الشرعية التي يختلف فيها الفقهاء لاختلاف مبانيهم.

وتعجب من عدم تجاوز المجتمع لموضوع الاختلاف في الهلال داعياً لعدم تجاوز الحدود وعدم ممارسة التسقيط تجاه الآخرين.

وتساءل كيف لمن يهتم بثبوت هلال الشهر حرصاً منه على أداء العبادات في تاريخها الواقعي أن يسمح لنفسه أن يرتكب المحرم في مهاجمة إخوانه وأبناء مجتمعه وتسقيطهم والتعرض لنواياهم باسم الدين مؤكداً بأن الدين منه براء.

وأوضح بأن المناسبات الدينية قابلة للتوحد في حال حصل اختلاف في ثبوت الهلال في أي شهر كان إلا أن تكون هذه المجالس وقفاً، فهنا يجب العمل وفق التاريخ الذي يطمئن به ولي الوقف.

وأثنى الشيخ الصويلح على الإقبال الملحوظ من قبل الناس على الاستهلال في شهري رمضان وشوال ودعا إلى امتداد هذا الاهتمام لبقية الأشهر القمرية أيضاً.

وشدد على خضوع المستهلين لدورات نظرية وعملية حول تحري الأهلية.

وقال بأن الأمور ما عادت كالماضي فهناك مراكز فلكية ولجان استهلال محلية تعمل على تقديم دورات علمية وعملية في موضوع الاستهلال.

وشكر الشيخ الصويلح كافة الجهود المقدمة في هذا الشأن.