آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 12:42 م
هل تربيتي فاشلة؟
ا. ا. - 13/09/2014م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبة لك استاذة مريم..

أنا أم متعلمة وانسانة غير متشددة في تربيتي لابنائي، عمري 55 سنة لدي ولدان الولد عمره 25 سنة مبتعث والبنت عمرها 14 سنة.

الولد درس البكالوريوس وتخرج وعرضت عليه وظيفة رفضها، لانه يريد أن يدرس في الخارج، وقد حققنا له أمنيته وسافر على حسابنا، لانه متفوق تحول على الإبتعاث بسرعة، بعد أن سافر للدراسة نسى والديه ونسى بقية عائلته، دائما يقول: الحمد لله أنني هربت من البلد المتخلفة!

أصبح جافا عاطفيا معنا، بعد سنتين من سفره نزل مجبرا لمدة أسبوعين لتجديد جوازه.

هذه مشكلتي مع الولد.

أما مشكلتي مع البنت:

فكانت فتاة مدللة بحكم أنها البنت الوحيدة عندنا، كانت طلباتها مجابة، وكانت فتاة مطيعة لا ترفض لي طلبا، عندما دخلت المرحلة الدراسية المتوسطة تغيرت حياة البنت، صارت عنيدة، ومتمردة وكسولة في أمور المنزل، أمها تقوم بخدماتها.

البنت كل همها الخروج للسوق او التمشية، صارت تقول لأمها وأبيها انتم غير متابعين للموضة، وتغار من امها كثيرا، حتى من كلام المدح والحب من والدها، لا أدري هل بيئة المدرسة هي السبب، أم هذه الامور طبيعية بحكم أنها مراهقة، ام الخلل في تربيتي، أنا خائفة أن أخسرها كما خسرت أخيها.
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كل أم تنتظر أن يحقق أبناؤها ما يطمحون إليه، وهذا ما جعلكم تحققون ما يصبو له ابنكم وهو الإبتعاث وعلى حسابكم الخاص.

  • كل الابناء الذين ذهبوا إلى الإبتعاث انبهروا بالتقدم الغربي، وبالحياة المرتبة، انبهروا بالرفاهية والنظام، هذه الامور جعلتهم يقارنون بينها وبين المجتمع والبيئة المختلفة التي عاشوا فيها.
  • لا تقلقي على أبنك، سيأتي اليوم الذي سيعود فيه إلى أحضانك.
  • قضية الجفاء العاطفي عند الاولاد تجاه والديهم، فأغلب الاولاد يتصفون بذلك إلا ما نذر، هذا لا يعني أن نقبل عدم تواصله مع والديه ومع أسرته.
  • لا تقطعي ابنك من التواصل معه، لان عدم التواصل يكرس فيه حالة الجفاء العاطفي بشكل كبير ايضا.

قضية البنت:

  • من الطبيعي أن تتغير الفتاة في هذه المرحلة فهي تنتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ والمراهقة، وهي أمور طبيعية عند كل الفتيات، ولا دخل للمدرسة أو تربيتك فيها.
  • ينبغي على كل أم أن تفهم المراحل العمرية التي يمر بها ابنائها، حتى تستطيع التعامل مع كل مرحلة بشكل صحيح.
  • فترة المراهقة لا تعني أن الفتاة في هذه المرحلة تقلل أدبها مع والديها، بل لابد من تعليمها طرق التعامل الصحيحة مع الوالدين، حتى لا تتمادى في كبرها، عن الإمام العسكري قال: «جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في الكبر».
  • أبنتك هي الوحيدة والمدللة، لذلك تريد أن تحصل على كل شيء حتى حب والدها تريده لها فقط!.
  • كل هذه المراحل تنتهي وتعود المياه إلى مجاريها، ما عليك ألا أن تتعاملي مع ابنتك بعقلانية في المواقف التي تحتاج فيها إلى حزم، وأن تغدقيها بالعطف والحنان، لأنها بحاجة ماسة إليها في هذه المرحلة العمرية.

وفقك الله لكل خير

الأخصائية الاجتماعية مريم العيد