آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

بديلات الدفعة الثالثة والمماطلة في التثبيت

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

معاناة «البديلات» تكمن في أن الدفعة الثالثة لم يتم تعيينهن أسوة بزميلاتهن من الدفعتين الأولى والثانية، مع أن هناك قرارا ملكيا يقضي بتعيين كل المعلمات البديلات

«المعلمة البديلة» عنوان بدأ يظهر بكثرة في الكثير من دول العالم المتقدم، خاصة الدول التي اتخذت من الذكاء الاصطناعي هدفا إستراتيجيا لها، فقبل عدة أسابيع ذكرت صحيفة ديلي تيليجراف البريطانية في تقرير لها أن الروبوتات ستكون بمثابة «المعلمة البديلة» في عصر الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تحل بديلا للمعلمين والمعلمات في المدارس خلال السنوات العشر المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أن «كل شخص يمكنه امتلاك أفضل معلم شخصي، في أي زمان أو مكان يريده، فالبرنامج الذي يعمل معك سيكون بجوارك في جميع مراحل رحلة تعليمك». وذكرت أن المعلمين سيتحول دورهم إلى الإشراف ورصد التقدم الفردي للطلاب في التعليم وقيادة الأنشطة غير الأكاديمية ضمن حملة التعليم بقيادة الروبوتات.

وكذلك الحال مع كوريا الجنوبية التي طرحت 5 «معلمات بديلات» كروبوتات لتدريس اللغة الإنجليزية للطلاب والطالبات. أما اليابان فكانت الرائدة في مجال صنع واستخدام الروبوتات، قد شهدت في سنة 2009 ظهور أول «معلمة بديلة» في العالم كروبوت تدعى «سايا»، على شكل امرأة.. النقاش في المؤسسات التعليمية اليابانية يدور في كون «المعلمة البديلة»، وهي الروبوت، لن تصل لمستوى البشر، خاصة أن المعلم والمعلمة في اليابان يحظيان بمكانة اجتماعية راقية وسامية لا يمكن أن تُضفى حتى على الأطباء والبرلمانيين وهما سر النهضة الصناعية والاقتصادية في البلاد.

أما عندنا ف «المعلمة البديلة» ليست روبوتا ولكنها معلمة لم تحصل على حقوقها، ولمن لا يعرف معنى «البديلات»، أقول إنهن المعلمات المتعاقدات مع الوزارة كبديلات عن معلمات يتمتعن بإجازة حمل وأمومة أو إجازات استثنائية، وقد تمتد الإجازات من هذا النوع إلى سنة أو أكثر. قصص معاناة «البديلات» تكمن ببساطة في أن الدفعة الثالثة لم يتم تعيينهن أسوة بزميلاتهن من الدفعتين الأولى والثانية، مع العلم أن هناك قرارا ملكيا يقضي بتعيين كل المعلمات البديلات، إذ تفاجأت بديلات الدفعة الثالثة بشروط جديدة وتعجيزية لم تطبق على ما قبلها من قبيل طلب إحضار العقود، رغم أن التعيين للدفعتين الأوليين كان حسب مسيرات الرواتب وليس بالعقود!

الهاشتاقات الجديدة والأبرز التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية حملت أكثر من عنوان مثل: «البديلات المتبقيات»، أو «التعليم يماطل تثبيت البديلات» يطالبن فيه المعلمات البديلات بالمساواة بزميلاتهن في الشروط التي ينبغي توافرها والوثائق التي ينبغي عليهن تقديمها كي تمنحهن الوزارة حق التعيين المنتظر، هذه الملفات عمر بعضها خمس سنوات وأكثر، وهي على مكتب الوزير وقد علاها الغبار وما زالت، منتظرة التوقيع من قلم الوزير.

معالي وزير التعليم، لا أحب المناشدة ولكن من أجل هؤلاء نناشد، فهم يستحقون المناشدة، ومن حقوقهن أن تنفض الغبار من على الملفات، وتوقع عليها، وتزرع الابتسامة على وجوههن، فمنهن المطلقات، والأرامل، ورعاة الأيتام، ومنهن من تمر بظروف صحية ومالية، ومنهن من هي في حاجة ماسة جدا إليها.

أخيرا أقول: لا يمكننا أبدا أن نتحدث عن المعلمة «الروبوت» ونحن لم ننصف أولا حقوق المعلمة «الإنسان»؟!