آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 4:55 م

خمس وزيرات سعوديات على وجه السرعة

فاضل العماني * صحيفة الرياض

يبدو أن وتيرة التسارع والتحول والتطور التي يشهدها الوطن على مختلف الصعد والمستويات والمجالات، لامست تقريباً كل الملفات الجامدة والمؤجلة والممنوعة، وأصبحت كل المشكلات والقضايا والمطالب موضوعة بشكل واضح وشفاف وجريء على طاولة النقاش والتفاهم، بل والتنفيذ.

وخلال السنوات القليلة الماضية، تحقق الكثير من الطموحات والتطلعات والأحلام، والتي كانت صامدة/ جامدة لعقود طويلة، ولكن ”طابور الاستحقاقات“ الأخرى ما زال طويلاً.

وبشيء من التركيز والتدقيق، نكتشف ثمة حقيقة لا يمكن نكرانها، وهي أن أغلب التابوهات والممنوعات والهواجس التي تتمظهر في تفاصيلنا المختلفة، كانت وما تزال تطال المرأة السعودية بشكل كبير جداً، فاق شريكها في الوطن، أي الرجل.

وأنا هنا، لست بصدد سرد بكائية/ مظلومية المرأة السعودية، والتي بدأت تُحقق الكثير من القفزات والمكتسبات والإنجازات، خاصة بعد أن تخلّص المجتمع السعودي بمختلف مكوناته وتعبيراته من الكثير من العقد والمخاوف والخرافات.

أحاول هنا، بقدر ما أملك من رؤية وتنبؤ وخيال، أن استشرف المستقبل القريب الذي قد يحمل للمرأة السعودية الكثير من المفاجآت والاستحقاقات.

ومنذ قيام الدولة السعودية الثالثة/ الحديثة التي تأسست في عام 1902 على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لم تتسلم المرأة السعودية حقيبة وزارية قط، ولكن يبدو أن الفترة القادمة التي تشهد تحولات وتطورات كبرى على صعيد ”الخيارات القيادية“، ستُدشن حقبة وطنية استثنائية، لعل أبرز ملامحها الجديدة، حصول المرأة السعودية على منصب وزير.

ولكن، ما الحقائب الوزارية المحتملة التي تستحقها المرأة السعودية التي أثبتت كفاءتها وقدرتها وقيادتها في الكثير من الميادين والمناصب والمهمات؟

الحقيبة الأولى التي تستحق أن تحملها المرأة السعودية هي حقيبة وزارة الطفولة، لتكون بذلك أول ”وزيرة للطفولة“ في العهد الجديد. وبلا شك، فإن المرأة السعودية، هي الأجدر بمثل هذه المسؤولية الكبيرة.

الحقيبة الثانية هي وزارة الفقر التي آن لها أن تكون وزارة رسمية، تماماً كما هي الحال في الكثير من دول العالم، المتطور والنامي. والمرأة ك ”وزيرة للفقر“ هي الأكثر قرباً واستشعاراً بهذه الظاهرة الخطيرة.

الحقيبة الثالثة هي وزارة السعادة. وقيمة مهمة كالسعادة، تستحق بلا شك أن يكون لها وزارة مستقلة، خاصة في ظل تنامي مظاهر الفقر والاكتئاب والبطالة وغلاء المعيشة والضريبة المضافة والتزمت والطائفية والكراهية. والمرأة، هي ”وزيرة السعادة“ القادمة، كيف لا، وهي من أهم مصادر السعادة في الحياة.

الحقيبة الرابعة هي وزارة البيئة بمختلف أشكالها ومستوياتها. والبيئة، مجال واسع يشمل كل تفاصيل حياتنا، وكلما كانت بيئتنا نظيفة وصحية ومتوازنة وأنيقة وحقيقية، انعكس ذلك على تطور وتقدم وازدهار الوطن. والمرأة بما تملك من ملكات وقدرات وجينات، هي الأحق بأن تكون ”وزيرة للبيئة“ في وطننا.

الحقيبة الخامسة هي وزارة الذوق. قد يظن البعض بأن قيمة كهذه، لا تستحق أن تتحمل عبء وزارة كاملة، ويُمكن إدراجها في وزارة أو هيئة موجودة. الذوق ليس مجرد قيمة أو حالة بسيطة، ولكنه ”عنوان وطن“، وتعيين امرأة سعودية ”وزيرة للذوق“، قفزة واسعة باتجاه أمة سعودية متحضرة.