آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:12 م

الطمع ونزعة الاستئثار

سامي الدبيسي *

تعليقا على المقال السابق «شخصيات تكتب بها مجلدات سلبا وايجابا» كتب احد القراء الكرام باسم ابو زينب مايلي «حديثك عن ذوي الانفس المريضة الذين يؤذون الاخرين او يقابلون منتهى الاحسان بمنتهى الفجور والدنائة يذكرني بقوله تعالى ﴿بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، المصيبة ان بعض هؤلاء ان امتلك السلطة والنفوذ والمال كأن يكون زعيم قبيلة او راس عائلة مثلا، فان شره وطغيانه يستطير ويمتد الى كثير من الناس علاوة على انه يؤسس لقبيلته او عائلته ”سنة“ سيئة يمشون عليها حتى توردهم النار وبئس الورد المورود والادهى والامر من كل ذلك هو مجتمعنا الغارق في بحار المجاملات ومستنقعات النفاق الاجتماعي حينما يجامل امثال هؤلاء ويمنحهم الوجاهة والمكانة الاجتماعية فكاننا انسلخنا من الاسلام وتبنينا في المقابل اعراف الغابة وقيم الجاهلية».

واعتقد ان هذا التعليق اجمل مما ورد في المقال.

وتعقيبا على كلام القارئ الكريم اعتقد ان مايؤدي لما ذكره هو الطمع ونزعة الاستئثار فلا يكتفي الطامع بما يملكه فهو يسعى للاستزادة بكل الوسائل والطرق لتكديس المكاسب سواء كانت مشروعة او لم تكن ويتوسل لذلك بمختلف الوسائل ايضا وشعاره غير المعلن هو الغاية تبرر الوسيلة تطبيقا لشرع ميكافيلي.

وعندما يغوص الطامع في ذلك المستنقع فلا حد لطمعه.

يورد التاريخ قصة معبرة لاحد الملوك مع وزيره عندما قال له بامكانك المشي او الركض في الارض وما ستصل له حسب قدرتك فهو لك وظل الوزير يمشي لمسافات طويلة حتى انهكه التعب لكنه لم يكتف وظل يسير حتى سقط ميتا.

وذلك هو واقع الكثير من الناس يسعى لامتلاك المال بكل السبل حتى لو بالاحتيال والاستغفال وحتى عندما ينتقل الاب مثلا اذا كان هو ابنا لرحمة الله يستولي ويسعى للاستحواذ على النصيب الاكبر من الارث وعندما يكون متزوجا لا يكتفي بزوجته سواء كانت مقصرة بحقه او لم تكن بل يسعى لتكوين مختلف العلاقات بينه وبين الجنس الاخر سواء بالرضا او الابتزاز وحتى بالرضا يكون بالخداع!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو زينب
[ القديح ]: 27 / 2 / 2018م - 7:47 م
أخي العزيز سامي ... اخجلتم تواضعنا؛ فأنا لا استحق كل هذا المديح ...

أتمنى لك خير الدنيا و خير الآخرة و أن نكون و إياك ممن زكى عمله و ناله رضوان ربه ...