آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

«الصحة» وتحدي التكلفة المتزايدة

سلمان بن محمد الجشي * صحيفة الاقتصادية

 بحلول عام 2040، سينفق العالم نحو 25 تريليون دولار سنويا على الرعاية الصحية، وسيمثل هذا زيادة هائلة قدرها 150 في المائة منذ عام 2014، وسيؤثر في كل منطقة في العالم. يمكن لهذا الإنفاق المرتفع أن يضع عبئا كبيرا على عاتق الحكومات والدافعين والأفراد الذين يحاولون تغطية تكاليف الرعاية الصحية. وقد زاد متوسط التكلفة السنوية لأقساط التأمين الصحي في الولايات المتحدة لتغطية الأسرة أكثر من 300 في المائة في أقل من 20 عاما. وقد ارتفع من نحو ستة آلاف دولار عام 1999 إلى ما يقرب من 19 ألف دولار عام 2017. ولكن ماذا نحصل فعلا من كل هذا الإنفاق؟ لا يحقق إنفاق مزيد من المال بالضرورة نتائج صحية أفضل. فمثلا، تنفق النرويج ثلاثة أضعاف ما تنفقه اليونان على صحة الفرد، لكن كلا البلدين لهما العمر نفسه المتوقع ”المعدل حسب الصحة“. في مثال أكثر تطرفا، تنفق الولايات المتحدة أكثر من خمسة أضعاف ما تنفقه إستونيا، إلا أن كلا البلدين لهما العمر نفسه المتوقع. 

وتختلف أيضا نتائج الرعاية الصحية للمرضى بشكل كبير، حتى بالنسبة للأمراض والظروف التي نعرف كيفية علاجها ومنعها. يبلغ معدل وفيات الأمهات 13 مرة في بلد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأسوأ أداء مما هو عليه في البلد الأفضل أداء. إن معدل بتر الأطراف المصاحبة لمرض السكري أعلى بعشر مرات تقريبا في البلد الأسوأ أداء مقارنة بالبلد الأفضل أداء. لماذا تنفق البلدان كثيرا من دون نتائج متسقة؟ التحدي الرئيس هو أن الجهات الفاعلة المختلفة في نظام الرعاية الصحية تستجيب للحوافز المختلفة، التي غالبا ما يكون لها القليل جدا مع نوعية رعاية المرضى أو نتائج المرضى. كيف يمكن للأنظمة الصحية إعادة تنظيم الحوافز لوضع المرضى أولا؟ - ما سبق من الصفحة الإلكترونية للمنتدى الاقتصادي العالمي. مررنا في وطننا بتجارب كثيرة من التشغيل الذاتي، تبني مراكز رعاية أولية في كل حي إيمانا بدور أكبر لشركات التأمين الصحي، ومن ثم هناك توجه مختلف إيمانا بأن التأمين الطبي تكلفته مرتفعة، ولن نستطيع التكيف معها وصولا إلى برنامج التحول الصحي. وأتساءل: أين نحن؟ ولماذا ارتباط توجه الوزارة مع توجه الوزير الشخصي؟ مؤمن بأن كل الوزراء الذين تولوا وزارة الصحة عملوا بإخلاص وتفان لإنجاز ما يتمنونه، فهل نجحوا؟ تختلف الإجابة حسب وجهة النظر. 

سمعنا عن تميز كوبا صحيا.. شفافية التأمين الصحي في سويسرا.. برنامج رعاية أوباما.. تميز إحدى المقاطعات الإسبانية، لا توجد طريقة أو آلية ثابتة كوصفة علاج لتحديات وزارة الصحة، ولكن الثابت أننا مع كل الميزانيات والمخصصات المتزايدة لوزارة الصحة لدينا ما زالت منخفضة مقارنة بدول العشرين التي نُصنف ضمنها، ولن يتغير حالنا إلى الأفضل إلا بزيادة الصرف على القطاع الصحي، بشرط أن يتم الدفع وفق آليات جديدة تلتزم بال60 يوما المعلنة من وزارة المالية.