آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

اليوم المنتظر

فاضل العماني * صحيفة الرياض

يبدو أن هذا اليوم «10 / 10»، لن يكون مجرد يوم تاريخي، فقط لأنه تزامن مع السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، لكنه أشبه بتتويج وتمكين للمرأة السعودية التي تحظى باهتمام ورعاية ودعم قادة وشعب هذا الوطن الرائع.

فخلال مسيرتها الحافلة بكل معاني الإصرار والعزيمة والتحدي، كانت المرأة السعودية هي «الجندي المجهول» الذي يقوم بالكثير من الأدوار والأعباء الكبيرة التي تتطلب قدراً من الصبر والتحمل والوفاء، وتلك صفات رائعة تتمتع بها المرأة السعودية التي تستحق الفخر والإعجاب والإلهام.

لقد تحوّل هذا التاريخ 10 / 10 / 1439 هـ  الموافق للرابع والعشرين من يونيو من العام 2018 والذي يُصادف هذا اليوم، إلى «كرنفال سعودي» داعم للمرأة السعودية في تجربتها الجديدة، وهو استحقاق طبيعي يُضاف لسجلها الحافل بالتقدير والتكريم والاحترام، ليس على الصعيد الوطني وحسب، بل على الصعيد العالمي الذي تتبوأ فيه المرأة السعودية أعلى المناصب والوظائف القيادية الكبرى.

لقد وضع هذا «اليوم المنتظر»، حداً لكل السجالات والمناوشات المفتعلة هنا وهناك، وسجل نقاطاً رائعة تُضاف إلى صفحات هذا الوطن الرائع، حيث استطاعت الجهات المعنية بهذا القرار السامي من الوزارات والهيئات والإدارات، وفي زمن قياسي من إنهاء كل الإجراءات والتنظيمات والاستعدادات والترتيبات المتعلقة بقيادة المرأة السعودية بشكل آمن وسلس وطبيعي.

كذلك أظهر المجتمع السعودي الكريم بأفراده وشرائحه ومستوياته، موقفاً داعماً للمرأة السعودية في هذا الاستحقاق الطبيعي الذي انتظرته طويلاً. أيضاً، يُسجّل للقيادة الرشيدة حرصها الدائم على سلامة المواطن، إذ لم يُسمح للمرأة بقيادة السيارة، إلا بعد أن استكملت تقريباً منظومة «السلامة الوقائية» التي حدّت كثيراً من نسب الحوادث والوفيات والإصابات في شوارع الوطن.

الآن، وبعد كل ذلك، يبقى السؤال الأهم: ماذا يعني السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة؟. بعيداً عن الإجابات النمطية والعبارات الإنشائية، هذه بعض العناوين أو الخطوط العريضة التي تستحق أن تكون إجابات دقيقة لانعكاسات هذا القرار الرائع: دعم وتطوير للاقتصاد الوطني، زيادة مشاركة المرأة السعودية، إزالة العوائق وإذابة الفوارق أمام المرأة السعودية للإبداع والتميز في العمل، ازدهار قطاع السيارات في السوق السعودي، تعزيز الدخل الحقيقي للأسر نتيجة الاستغناء عن السائق الأجنبي الذي يُكلّف الأسر أكثر من 8 مليارات دولار سنوياً، تحسين وتنظيم الإنفاق للأسرة السعودية، خفض تكلفة توظيف المرأة السعودية، فرص لنجاح المرأة السعودية في قطاع التجزئة، تغيير لنمط الحياة في الوطن. كل تلك العناوين أو الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ستكون خطوة واسعة باتجاه تمكين المرأة السعودية على كافة الصعد والمستويات، وستُسهم في تحسين صورة الوطن وزيادة الاستثمار الأجنبي، كما ستكون رافداً قوياً لدعم الناتج الوطني المحلي، ورافعة ثابتة لبناء واستكمال أركان وأعمدة الاقتصاد الوطني.

إن قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وكل ما سبقه وسيلحقه من قرارات تاريخية، هي رغبة واضحة وإرادة قوية وطموح كبير، لتشييد «مملكة سعودية جديدة»، سقفها عنان السماء.