آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:12 م

سوق الصورة

أثير السادة *

في سوق الصورة، نجد أنفسنا دائما أمام تحولات عدة، بعضها اقتصادية، وبعضها الآخر تقنية، ومثلها اجتماعية، وفنية، أشياء تتبدل في طبيعة تعاطينا مع الصورة من جهة، وفي طبيعة انتاجنا للصورة من جهة أخرى، وهناك في صفحات الانترنت من ينشغل برصد التوقعات الخاصة باتجاهات التصوير في كل عام، على غرار توقعات الأبراج، سنجد حديثاً عن صعود موجة واختفاء أخرى، عن حضور تقنية وغياب ثانية، وقد اعتدت البحث في هذه الصفحات المختصة عادة بأحوال الصورة للتعرف على مايراه أهل الصنعة من مستقبل لهذه الممارسة الفنية وما يرسمونه على الورق كخارطة طريق للقادم من الأيام.

تقنيا، كان الحديث متكررا عن استمرار صعود الكاميرات الصغيرة وسيطرة كاميرا الهواتف المحمولة، والذي بدوره سيعمل على إزاحة الكاميرات الاحترافية من نمط DSLR، فالتنافس المحموم على مستوى البكسلات وجاهزية الاعدادات وتطوير التصوير الليلي في هذه الاجهزة سيجعل منها في مقدمة خيارات الناس للتصوير، فضلاً عن جودة تصوير الفيديو التي ستحرض على انتاج المزيد من مقاطع الفيديو ومحاولة الاحتراف فيها.

اللافت الإشارة إلى التصوير بكاميرا الدرون كواحدة من الاتجاهات التي ستشهد إقبالا خلال العام الجاري، وأقول اللافت لأنه وقبل أيام قد أصدرت السعودية نظاما الكترونيا يسهل عملية استصدار تراخيص لاستخدام الكاميرات الطائرة بعد أن كانت مرتبطة بقيود مشددة على مستوى الاقتناء والاستخدام.

ثقافيا، هنالك كلام عن عودة روح الكاميرات الفيلمية، والتي تتساوق مع تنامي الرغبة في احتضان القديم والكلاسيكي من الأفكار والممارسات الإبداعية، وهذا ما تحاول بعض الشركات تلقفه والعمل على تعزيزه عند المستهلكين الذين يعتقدون بوجود قيمة مضافة لهذا اللون من التصوير، وإن اختلفت الدوافع والرغبات.

فنياً، يرجح المراقبون في تلك المواقع أن تتحرر الصور من التصنع والانضباط المحسوب على قواعد التصوير، لصالح صورة أكثر بساطة وأعمق في التعبير عن المشاعر العفوية التي تنطوي عليها الصور الشخصية وصور الحياة اليومية، لا شيء واضح في مسوغات هذا الترجيح، لكنه يبدو بأنه قائم على مقاربة لسلوك الممارسين للتصوير في التطبيقات والمواقع الشهيرة، والحلول الفنية التلقائية التي باتت الكاميرات الحديثة والهواتف المحمولة تتيحها للمستخدمين بنحو يجعلهم ينصرفون عن الانشغال بإعدادها وتهيئتها.

محلياً، وهذه إضافة من جيبي، أتوقع أن تتقلص مساحة الشراء من محلات التصوير في المدن شيئا فشيئا لصالح المنصات الإلكترونية التي باتت تقدم منتجاتها وخدماتها بشكل أفضل وبأسعار منافسة، كما أتوقع أن تتسع دائرة الاستثمار فنيا في مقاطع الفيديو، والإفادة منها أكثر في التوثيق، والأفلام القصيرة، وصعود موجة مختلفة لإنتاج مقاطع الفيديو، تتجاوز المتداول من مقاطع مشاهير الميديا، بعد دخول المزيد من المساهمين في هذه الصناعة، وتعرفهم على أسرار صناعة الفيديو.


وبس