آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

هل المرأة لوحدها السبب؟

سلمان العنكي

سُمِحَ للمرأة بقيادة السيارة بأمر سامٍ حكيمٍ مراعاة لحاجتها الماسة ومن يومها شغل البعض حديثهم السلبي اليومي أينما كانوا عن هذا الحدث. امرأة عملت حادثاً ، امرأة اقتحمت محلاً تجارياً... لولا دفع الله اليوم عند الدوار امرأة كادت تتسبب في حادث مأساوي.

مررت على حادث بين امرأة وشاب بالتأكيد المرأة هي المُخطئة. «الشاب بعد قيادة المرأة أصبح مقدساً» ، امرأة وامرأة ، وكأن قيادتها بدأت من هنا ، ولم تسبقنا مجتمعات بعقود إذا لم تكن بقرون. وقبلها لم نسمع بحادث، لم ندفن ضحايا ، لم نر مصابين ومعاقين تعجو بهم المستشفيات حتى جاءت المرأة بكلِ هذا منفردة، وكأنها أقلُ شأناً.

لانذكر إنجازاتها العلمية وبراءة اختراع وإبداع وأين وصلت؟ لا نقيّم المرأة وقد سبقت بعضَ الرجال، كم منا تمنى لوكان له مركزها ؟ألم تكن في حالات هي أكثر حاجة للقيادة من الرجال؟ تركنا كل هذا وتناسينا وتبنينا أخطاءَ قيادتها وعممنا ، هذه نظرة قاصرة من البعض والواقع يثبت خلاف ما نظروا إليه.

في كثير من المواقف المرأة والرجل شريكان في الحدث وإن انفرد أحدهما به، وحوادث السير حالها حال المشاكل الاخرى مثل العائلية والطلاق تكون من الطرفين و من أحدهما.

عُقم الإنجاب يمكن من المرأة أو الرجل ، نزاع الخلطاء بينهم امرأة يكون من امرأة ومن رجل ؛ وهكذا فالأسباب لا تنحصر دوماً في المرأة أو الرجل، ربما تتفاوت النسبة حسب الوعي والثقافة وأُمور أخرى. ولكن يبقى للرجل نصيبه منها كما هو للمرأة.

وما مرنا قبل قيادتها شاهدٌ علينا، لنكن محقين وشفافين نستفيد من أخطائنا ولا نكابر ونتهم ونلوم طرفاً ونبرئُ آخر بمزاجنا..

مِن أخطائنا قبل قيادة المرأة. أنا سمحنا لأولادِنا في عمر اثنى عشر سنة ولا زلنا بالقيادة لا لحاجة. ﴿وما أُبرئ نفسي ويعمل الحادث والاثنين والثلاثة دون أن نتخذ إجراءً يحميه ويحمي المجتمع ، ومنا من فقد. وكم من الكوارث حصلت وقتها لم تكن امرأة تقود سيارة؟

أكثرنا أُصيب أو تُلفت سيارته أو فقد عزيزاً والسبب تهور بعضُ الشباب وسرعتهم الجنونية «هداهم الله وحفظهم» ومع ما لديهم من مهارة ورخصة إلا أنهم فاقدين للذوق والاخلاق في القيادة.. وكم من جنائز جُماعية شُيعت وعوائل ناتجة عن تهور في وقت لم تكن امرأة تقود في طريق.

ولكن إنصافاً، ألم يكن للمرأة في الآونة الاخيرة حصة الاسد من الحوادث؟ ألم يكن بعضُ الناقدين محقاً؟ هل سألنا أنفسنا لماذا؟

لاشك أن هناك عدة أسباب مالم نصححها تزداد الكوارث وتصل إلى كل بيت. بعضنا مفاخرة ومن غير حاجة بمجرد السماح أشترى لزوجته أو لابنته سيارة أوهي من اشترى واستخدمتها على غير معرفة وقبل إتقان القيادة وحصولها على رخصة.

ومعلوم أن حركة السير في بلادنا تتسم بالصعوبة لعدم الانضباط والتقيد بتعليمات المرور. من هنا زاد نصيبها، والخوف من ضحايا بشرية تُنسينا ما سبق.

لا نتمنى ذلك ولكن المؤشرات تدل. يأخذ العُجب والغرور بعضهن «الاكثرية يلتزمن ويقدن بتعقل». فيزاحمن الغير وهن لازلن تحت التدريب. أو نرى بعضهن يستخدمن الجوال أثناء القيادة. وينسين الطريق ومع انعدام الخبرة أي مفاجأة ولو بسيطة لا تحسن معالجتها عندها تكون الحصيلة حادث.

تهور الشباب ومحاولة العبث والمراوغة عمداً أثناء القيادة فترتبك المرأة وترتكب أخطاء ينتج حادث مِن صُنع غيرها لكنها من نفذ، تتوهم أثناء القيادة أن جميع مَن حولها ينظر اليها ويراقبها فتنشغل بهم وإذا بحادث. أنا أقود سيارة برخصة من إحدى وأربعين سنة ومع ذلك أعاني في الطريق وعند الدوار. البعض يخط الطريق وكأنه ينسج قماشاً ، كيف بمن هي حديثة عهد ؟ نحن بلا شك أمام مرحلة جديدة يلزمنا الاعداد إليها لنتجنب كوارثها. وما يجب علينا فهمه:

اولاً: أن المرأة ليست دائماً هي سبب الحوادث وإن كانت أحد أطرافه، وزيادتها لا يعني تحملها للجميع. هذا مُتغَير حقيقي لابد منه، قديماً السماع عن حادث مصيبة وبعد أن كثرت حركة السير أصبحت مألوفة.

ثانياً: لنعلم جميعا أن السماح للمرأة بالقيادة لا يؤخذ على إطلاقة يجب أن ننظر لحاجتها وتمكنها ومعرفتها بالأنظمة قبل خروجها للشارع، نتائج الحوادث مؤلمة فيها إتلاف أموال وإزهاق أرواح فلا نتساهل بها. أنتِ امرأة تكرهين أن يُصاب مَن تحبين والآخرون كذلك.

ثالثاً: يجب علينا مراعاة وضع المرأة أثناء القيادة وأن نمكنها ونساعدها من استخدام الطريق بما يجنبنا وإياها وقوع حادث ولو على حساب حقوقنا الاولوية خاصة عند التقاطعات والمنحنيات وفي الدوار.

ولا ننسى أنها أُماً وأُختاً وبنتاً اذا لم تقد اليوم غداً لحاجة تقود. وفي حالة الاستعانة بنا وهي على الطريق نستجيب لها وبحسن نية نساعدها.

رابعاً: علينا جميعا خصوصاً كبداية أن لا نسارع بالسماح لها دون حاجة لازمة وملحة، أوهي تستخدم الشوارع العامة والمزدحمة والاماكن المأهولة بالسكان وتواجد الاطفال بكثرة. وهي لازالت في البداية أودون إجازتها أو تأمين على مركبتها. المسألة ليست في الامكانية المادية. إنها أرواح بشرية والمركبة أداة قتل. كل هذه أخطاء مميتة وخسائرها فادحة ومخالفة للنظام قد تصل بهذه المحتشمة إلى السجن لا سمح الله وهي عليها وعلينا كبيرة.