آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

الجواهر لا تُباع

سلمان العنكي

يتحايلُ البعضُ وللأسف لإثبات ظهوره وبناء شخصيته الاجتماعية باستغلال ثقة البسطاء واستعمال مختلف الطرق.. وإن كلفه الثمن التنازل عن دينه وولائه للحق وتسقيطه الآخرين بغية التقرب من الظلمة وتقديم خدمات لهم ليكونوا له عوناً وغطاءً ليستغل المواقف باسمهم لصالحه ولودعته حاجته هذه إلى...؟؟ لا يُمانع.

أحياناً يستخدم الطعن في رجال الدين والنيل منهم أومن أعلميتهم أو يتعرض للمتطوعين لأعمال الخير واتهامهم زوراً وبهتاناً. كل ذلك وسيلةً وسلماً للصعود والظهور وتحقيق مآرب من آخرين، ظناً منه أنها ترفعه الى الأعلى بمفهومه الساذج الأحمق وأنه حقاً المدافع عن الحق والدين ونصير المحتاجين.

ويكفي أن يشار إليه أنه فارس الساحة، ينثر سمومه على عمامة الدين ومَن تحتها، والمحسوبين عليها ليكون هو العالم الملتزم. والتشكيك في عمل المتطوعين لأعمال الخير ليكون النزيه المتعفف.

والواقع هذه الطريقة حقاً تعكس مسار صعوده الوهمي الى نزول في وادٍ سحيق من حيث علم أو لا يعلم ولا يشعر أين هو إلا بعد أن يصعب عليه العود إلى مكانته بين وسطه الاجتماعي، ولا يمكنه استرجاعها لسحب الثقة منه.

وقتها خسر دينه ودنياه وفضحه نفاقه، يُرفع الانسان بالصدق والاخلاص، ويهوي بالكذب والنفاق. وما أعظمها من أفعال إذا صدرت من رجل دين أو مُتاجر باسم الدين، أومن له ثقله.

أتهم ذا ونال من ذاك من غير دليل، وغطى أفعاله وأقواله بشعار الغيرة على الدين والمجتمع وأظهر الولاء والاخلاص كذباً. تراه يفتي وقت حاجته ما يناسب قصده ويوصله الى مُبتغاه.

قال فلان ورُوي عن فلان رضي الله عنه. وما قال الاول ولا رُوي عن الاخر، فخدع الكثير وصدقوه إلى أن وصل صوته عن طريقهم لمن لا يعرف حقيقته فسمعوا له وأتبعوه دون تثبت أو المطالبة بدليل. أوهل علمت يا مضلل أن من صدّقك مغدور ومن صدّقهم معذور؟

علينا جميعا أن نعي ونكن حذرين ونفهم أن الدين والولاء للحق والثقة جواهر لاتباع بل تشترى بالدم والروح. وأن الكذب والنفاق والتملق للظلمة رذيلة وأول درجات النزول والانحطاط، وقول الصدق والعمل بإخلاص درجات رفعة وعلوٍ وتشريف، فلا نبع ما ينجينا في آخرتنا بما يخزينا في دنيانا.