آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 8:46 م

ورقة عمل اجتماعية مفتوحة

من نحن وبماذا نود ان نساهم اجتماعيا؟ ”7“

المهندس أمير الصالح *

نُقل لي بانه هناك نظرية 90:90 النفسية. وقيل ان النظرية تنص على انه 90 ٪؜ من الانطباعات الدائمة عن الشخص تتكون من خلال ال 90 ثانية الاولى. لم اتحقق من صدق النظرية الا انها في النهاية ليست قانون ولكن يمكننا ان تستفيد من توظيف النظرية بالتعليق انه بناء على النظرية من المهم ان نقضي وقتا اطول مع انفسنا ونتعرف عليها ونعرفها قبل ان نطالب الاخرين بمعرفتنا. اخضاع الانسان نفسه للاعتراف امر يستحق التأمل والتنفيذ.

هل انت شجاع ام جبان؟

هل انت وفي ام انتهازي؟

هل انت نشيط ام كسلان؟

هل انت واقعي او خيالي؟

هل انت عقلاني ام شهواني؟

هل انت متسامح ام عنيد؟

هل انت مرتب ام فوضوي؟

هل انت متهندم ام متهدل؟

هل انت قليل الكلام ام ثرثار؟

هل انت مؤمن ام مجامل؟

هل انت مسالم ام عقرب رمل؟

هل انت طموح ام منهزم؟

هل انت قنوع ام جشع؟

هل انت تسعى لخدمة الناس ام لتبوء مقاعد التسلط عليهم؟

هل انت كيّس فطن ام ساذج؟

هل انت مثقف ام مدعي الثقافة؟

هل انت امين على الاسرار ام بواح بها؟

هل انت محبوب ام مكروه؟

هل انت هادئ ام عصبي؟

هل انت حازم ام متردد؟

هل انت مصارح ام نمام؟

هل انت غني نفس ام رزيل؟

هل انت كريم ام بخيل؟

هل انت لطيف ام قاس؟

هل انت سوي السلوك او منحرف؟

هل انت اقتصادي ام مسرف؟

هل انت صبور ام متسرع؟

هل انت حسن العريكة ام جلف؟

هل انت تعرف اهدافك ام مغيب الاهداف في حياتك؟

هل انت تكتب او تقرأ او تتحدث للارتقاء او رياء؟

هل انت تجلد غيرك ام تجتهد في تربية نفسك؟

هل انت توظف جهاز اتصالك الهاتفي لنشر الرذيلة ام لـ الترويج الفضيلة؟

هل انت ممن يتطلع للحرية لاشباغ الغرائز الشهوانية ام للارتقاء بالانسانية؟

هذه جملة اسئلة اقتبست بعضها من كتاب ”كرسي الاعتراف“؛ وهناك العديد من الاسئلة التي يمكن كل منا ان يطرحها على نفسه ويستنطق بكل شفافية الجواب والعمل الجاد على معالجة مايراه كل منا لزاما في حق نفسه لتطويرها وصقلها قبل المطالبة من الاخرين بذلك. والتذكر الدائم حيثما نكتب او نتحدث في اي مجلس او نلتقي بمجاميع بشرية اهمية ملاحظة حسن استثمار ال 90 ثانية الاولى لترك انطباع يليق بما نود ان نراه في اعين وذاكرة الذين التقينا بهم.

معظم الناس يحبون ويميلون الى اضفاء صورة الانسان الناجح والودود والصبور والشجاع والامين و.. وكل الصفات الحسنة لانفسهم وكأنهم ملائكة يمشون على الارض!

ومعظم المثقفين والمتثاقفين في اي مجتمع محافظ او شبه محافظ او متحرر يشتغلون ولو على مستوى التنظير بموضوع التغيير للافضل والسعي للعيش بمثاليات وصفات جميلة.

الواقع المعاش الذي نعيشه لا سيما مع وجود اجهزة التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية تحتم على الجميع قراءة كل انسان لنفسه قراءة موضوعية وبذل الجهد لتزكية الذات قبل تزكية مجتمعه له او مطالبته لهم بذلك. انا وانت وهو وهي لبنة بناء في المجتمع ولكي يكون البناء جيد وجميل وقوي فحتما اللبنات لابد لها ان تكون جميلة وقوية. واحذر نفسي وكل المخلصين، واسأل الله ان نكون واياكم من المخلصين، من السقوط في الانشقاق او التصدع الاجتماعي فان الشقاق يُخلف مجتمع منقسم الى عدة اقسام ولكن الاكثر بروزا هم ثلاثة اصناف بشرية:

1‏ - تكتل بشري من المشلولين اقتصاديا وفكريا والمذبذبين وردود افعالهم متنوعة بين التطنيش او التعصب

2‏ - مجموع من المطبلين او المهايطين لهذا او ذاك دونما مراوحة لنمو اجتماعي حقيقي

3‏ - مجموعة من اللصوص والانتهازيين يتراقصون على الجراحات ويفرحون بزيادة الانفلات والتصدع والتصادم

وبين هذا وذاك واتساع التصدعات ستعاني المجتمعات وبالمحصلة الاوطان من هروب العقول ورؤوس الاموال وتكاثر الانتكاسات والاضطرابات وانتشار روح الاحباط واليأس. وتلك الامور اي التفتت او الاظطرابات او الهروب للموارد العقلية والمالية لا يطيقها اي وفي لمجتمعه او مخلص او وطني وعليه نرجوا من جميع مكونات المجتمع فتح آفاق الحوارات الجادة واستيعاب كل ابناء المجتمع للاطراف الاخرى وتوسيع افق المساحات المشتركة وخلق التفاهمات واحترام وجهات النظر وتفادي التشنجات وتجنب التهكم والازدراء. الخشية هو ان البعض يفشل في تشخيص الحال وقراءة التبعات للاحداث ويختلط عليه الصديق من العدو ويعيش اوهام بمثاليات وشعارات وتنظيرات. وهذا لعمرك يذكرني باحد اقوال الأدباء التي مفادها ان قاطع طريق اراد سلب مجموعة من اناس مسافرين. فتحين قاطع الطريق المتهندم الفرصة واطلق نحو قافلة المسافرين حيوان مفترس ليلا وفي خضم تلك الفوضى والهروب من الذئب التجئ بعض اعضاء القافلة لقاطع الطريق «الظالم المتهندم» ظنا بانه سيحميهم من الذئب وطلبا لنجدته؛ اغتنم الظالم ظلام الليل والفوضى فاطلق النار في اتحاهات متعددة وهما بانه يُنجيهم من افتراس الذئب والواقع نجى الذئب وتم قتل الناس وسلبهم بدم بارد! فلنفكر جميعا كأناس واعيين بنظرة فاحصة قبل السقوط جميعا في ايدي قطاع الطرق. فالمجتمع الناجح في عقد الاتصال بين مكوناته ويحسن الجميع الاصغاء للجميع فانه سينجح في تفويت الفرص على من يسيئ له او يريد له الشر وبقاء المجتمعات قوية يعني بقاء الاوطان قوية.

ختاما، اعجب الامور الاجتماعية هو نكران الجميل وسوء الصنيع وسوء المنقلب الصادر من بعض الناس هنا او هناك والوغول من طرف او اطراف في رفع نبرات التصادم والشحناء المؤديان الى الانشطارات المتعددة والمزيد من تجزئة المجتمع من دون اي مسوق او مبرر او منطق. وهذا الانسان الصادر منه هكذا افعال يبعث فعله على طرح عدة تساؤولات موضوعية. وكأن لسان حال بعض المأزومين منهم ”اخرجوهم من قريتكم انهم أُناس يتطهرون“ س الاعراف اية 82؛ وهنا استذكرت هذه الاية

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
جواد المعراج
[ القطيف ]: 18 / 8 / 2019م - 2:31 م
عدل عجبني الموضوع شكرا على هذا الطرح