آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 7:06 م

المتقاعد مصدر دخل للمدينة

أمين محمد الصفار *

هذه الأيام تمر علينا الذكرى الثالثة لمقولة أحد أعضاء، مجلس الشورى مخاطبًا المتقاعدين بعبارة «كفاية دلع». في الواقع وبالرغم من حداثة مفهوم التقاعد في بيئتنا إلا أنه لدينا العديد من النكات التي تحط وتشجع على الحط من مكانة هذه الفئة العزيزة علينا دون أن نشعر.

ينظر العالم العصري للتقاعد باعتباره تغيير في طبيعة ونمط عمل الفرد، أو تغيير نمط الحياة أو تغيير في نمط الاثنين؛ العمل والحياة معًا، لست بصدد التعريف العلمي للمتقاعد أو من هو المتقاعد أو تقديم أي نصح، لكن أود هنا التجوال في كيفية تفكير واستفادة بعض مدن ودول العالم من هذه الفئة كمصدر من مصادر الدخل للمدن والبلديات وعلى طريقة ستيفن كوڨي «الكل رابح».

تحظى بعض المدن بقبول وتفضيل أكثر من غيرها لدى المتقاعدين، وذلك لأسباب عديدة من أهمها وجود البنى التحية المناسبة في المدينة وتواجد الخدمات بمستوى يلبى احتياجاتهم خصوصاً الخدمات الطبية والمستوى المناسب للأسعار.

هذه المتطلبات البسيطة جعلت بعض المدن بل حتى بعض الدول تستثمر لاستقطاب هذه الفئة تحديداً، فقد قامت بعض الدول بتغيير بعض انظمتها لهذا الغرض، فوجهة نظرها الاقتصادية تقول أنه يمكن تحقيق عائد اقتصادي مجزي من هكذا استثمار في هذه الفئة ذات الاحتياجات المتشابهة والمتواضعة. ففي نيكاراجوا - وبعض دول أمريكا الجنوبية - قامت بتصميم برامج خاصة لاستقطاب المتقاعدين من جميع دول العالم معتمدة على تقديم مجموعة من الحوافز الضريبية. وكذلك الحال في ماليزيا إذ أصبح بإمكان المتقاعد - من جميع أنحاء العالم - الحصول على حق الإقامة بسهولة نسبية فيها بفضل خطة حكومية في هذا الشأن تحمل اسم ”وطن ثانٍ“.

مع الممارسة تطور هذا المفهوم للتخطيط الاستثماري للمدن وظهر ما يسمى بالمدن المناسبة للمتقاعدين الأثرياء، ومدن أخرى مناسبة للمتقاعدين العاديين، وأصبحت هذه المدن تحرص أكثر على توفير الطبيعة الجميلة والخدمات والقرب من المطار وتعدد الثقافات فيها. ووفق استبيانات خاصة بهذا الغرض، كانت هذه هي مجمل الخدمات التي ينشدها ويبحث عنها المتقاعد عادة.

محليا وحسب استقصاء شخصي تحظى المدينة المنورة بألافضلية الأولى كمدينة مناسبة للمتقاعدين السعوديين الذين يبحثون عن مدينة سعودية للإقامة فيها بعد التقاعد، وسبب ذلك هو القرب من الرسول الأكرم ﷺ وتوفر الخدمات وكذلك توفر العوامل الاقتصادية التي تساعد على القيام بأنشطة تجارية واقتصادية هناك في ظل توافد أعداد كبيرة من الزوار من كل دول العالم تقريباً.

في القطيف يبدو لي أن الخيارات للمتقاعد تكاد تكون غير موجودة، فبأستثناء اختيار بعضهم لنمط السفر المتكرر خلال العام الواحد، يبدو أن الخيار الأوحد والغالب هو البقاء فيها، فهل ذلك أيضا هو نتيجة لتوفر الخدمات والبنى التحتية المناسبة فيها؟ خصوصاً إذا علمنا أن مطار الملك فهد الذي يطل عليها من الغرب هو الأقرب للقطيف مقارنة ببقية مدن المنطقة الشرقية.