آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

الطموح.. والإشكاليات بالعمل التطوعي

سامي آل مرزوق *

من اليسير للمتتبع للحركة التطوعية بأي مجتمع، انخراط جميع الفئات العمرية فيه، فهو يكشف عن المصالح والمهارات التي لم تتحقق ابداً من قبل المتطوعين، لكونه حافز ودافع للنمو الشخصي المهني، ومدعاة للدخول في أعمال غير متوقعة، كما أنه يعمل على زيادة الثقة بالنفس والتعرف على كل جديد والدخول في تجارب جديدة، وهو مفيد لكبار السن، والمتقاعدين، وفئة الشباب كذلك، حيث يوفر لهم أرضية خصبة للعمل المجتمعي، كما يوفر لهم فوائد صحية متعددة، وتشير ”مجلة عالم الشيخوخة“ بعددها الصادر في فبراير عام 2009م، أن المُسِنات والمُسِنين الذين تطوعوا للعمل بالفصل الدراسي الأول، بعدد من المدارس الابتدائية، لم يكونوا أكثر نشاطاً من نظرائهم الذين لم يتطوعوا، ولكن هذا النشاط عزز لديهم عملية التمثيل الغذائي، حيث كانوا يحرقون مرتين، كما العديد من السعرات الحرارية، حيث ساعد النشاط البدني لديهم في خفض ضغط الدم، كما وقد يصيبهم الإحباط بسهولة، وذلك بسبب الضعف التنظيمي للعمل التطوعي، وعدم تقدير المجتمع لعملهم وما يقومون به، فيصبح بدون قيمة تذكر.

إلا أن هذا الإحباط المتعلق بالعمل التطوعي، جدير بالاهتمام والبحث والتطرق إليه، ولعدد من الإشكاليات المتغلغلة فيه، ومنها خوف الموظفين الرسميين مدفوعي الآجر بالمؤسسة، من المتطوعين، فوجودهم يهدد وظيفتهم، ومرتبتهم، وساعات العمل الإضافية، إلا إنه لا يمكننا كذلك أن نجزم إن المتطوع، سيتقن ويؤدي العمل المناط به بالشكل المطلوب، ولكي نحدد ونشخص هذه المشكلة التي يَكمن حلها في، الاختيار السليم للمتطوع، من خلال طرق علمية سليمة، وتحديد الواجبات بوضوح، وأن لا تتم بطرق عشوائية، خاضعة لرغبات وأهواء شخصية، كما أن تدريبه وتهيئته للعمل هي من المسلمات الضرورية لجودة العمل وإخراجه بصورة جديدة.

إن الإسراف في الخوف، وفرض القيود وتحجيم الأعمال إلى حد التحجر، والتأخير وعدم الاكتراث بالبث فيها، هو من المعوقات الرئيسية، ناهيك كذلك عن الشللية الإدارية، والاصطفاف، والرهبة من كل جديد، ومن الانفتاح على المجتمع، واعتبار أن كل أعمال المؤسسة الاجتماعية، من الأسرار المغلقة التي يجب عدم مناقشتها والتطرق إليها مع الآخرين، والتي قد يكون لها وقعها الخاص بالمجتمع، كما أن وقوع العاملين تحت سيطرة البعض، الغير عابئين من ذوي الطموح والبهرجة، بمكانة الأعضاء القدامى المتمرسين من ذوي الخبرة بالعمل التطوعي من العوامل والعوائق المحبطة المثبطة للعمل.

أن لكل عمل مقومات وأسباب تأخذه للنجاح، ومن الأهمية بمكان معرفة أسباب نجاحه لتثبيتها وتفعيلها والحرص على تطبيقها، كما أن هناك عوامل إخفاق وفشل، ليتم البعد عنها وعلاجها، فعلاج المعوقات عامل وسبب من أسباب النجاح، وهو مهم لإبراز الصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم للتكامل بين الناس وتأكيداً للمسة الحانية، بعيداً عن الصراعات والمنافسة، فالعمل التطوعي عامل مهم لزيادة اللحمة والتماسك الوطني، وفرصة رائعة يتم إتاحتها للمجتمعات للمشاركة والعطاء، وأساس لأي مجتمع صالح.