آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

كوب السيراميك الفاخر يتحول الى ورق

الدكتور نادر الخاطر *

الاحترام بين الناس لغة التبادل والتواصل بينهم، لكن أن أصبح الاحترام ليس للشخص نفسه بل لمنصبك أو لسيارتك الفاخرة

أو ربما لحسابك من سناب شات كثرة المتابعين في هذه الحالة يفقد الاحترام لغة التبادل، فحين تفقد الثروة والمكانة ربما يقل احترامك بين البعض من الناس وتجدهم يغلقون الأبواب أمامك، الاحترام كان للنمصب أو للثروة الذي تملكها ليس لشخصك الذاتي فهو مزيف.

استحضرتني قصة جميلة ربما تساعدنا في دعم المقال ”قهوتي المفضلة في كوب السراميك“ وزير الدفاع السابق إلى الولايات المتحدة تمت دعوته لحضور مؤتمر في إلقاء كلمة، عندما على المنصة، كان في يده كوب قهوة مصنوع من الورق، أخذ رشفة من كوب القهوة الورقي وهو يبتسم وخرج عن صلب الموضوع، وقال: في العام الماضي كنت في نفس هذا المؤتمر ووكنت وكيل الوزارة، حجزوا لي طيران في الدرجة الأولى، عندما وصلت إلى المطار كان شخص في استقبالي وفي ردهة الفندق استقبال ساخن من إدارة الفندق وفي الصباح البكار جهزوا لي قهوة ساخنة في كوب سيراميك فاخر.

أما اليوم العربة تسير قبل الحصان حيث لم اعد وكيل الوزارة، حجزوا لي طيران درجة اقتصادية، عند وصولي إلى المطار لم يكن أحد في استقبالي وأخذت تاكسي إلى الفندق نفسه، ولم اجد احد يستقبلني في الردهة، في الصباح قلت للنادل من فضلك أريد كوب من القهوة، فوجهني اذهب إلى ماكينة الكوفي وخد كوب بنفسك فهناك أكواب، فعلا عملت كوب من القهوة في كأس ورقي حيث أكواب السيراميك لا توجد، بعدها وصلت إلى هذا المكان ومازال الكوب الورقي في حوزتي.

فالوقت ليس ثابت لنا،، فلتكن علاقتنا تبادل في احترام الذات والتقدير ليست مبنية على مصالح أو سيارة فاخرة أو شخص يشتري الماركات او منصب اداري هذا النوع من العلاقات لا يدوم، كذلك في البيت الاحترام بين الزوجين والأولاد لا ينبني على الخوف والتهديد، فالدنيا تدور يوم تحتسي قهوة في كوب سراميك وغدا في كوب ورقي، فختر من حولك من يحترمك لذاتك.