آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

فيروس الفومو.. حذار قد تصيبك العدوى!

سلمى بوخمسين صحيفة الرأي السعودي

بينما يقف العالم على قدم واحدة أمام ظهور فيروس الكورونا الجديد الذي يخطف أرواح الناس هنا وهناك، نغفل جميعًا عن فيروس أكثر انتشارًا وفتكًا يختطف البشر من حياتهم رغم أنهم يتنفسون ويتحركون، الفيروس الذي شُخص منذ أكثر من عقد ورغم ذلك لا تزال نسب الإصابة به في ارتفاع عامًا بعد عام.

«Fear of missing out» فومو الخوف من تفويت شيء، تلك الحالة القهرية التي تجعل المصاب في حالة خوف مستمر من أن هناك شيئًا رائعًا أو مهمًا يحدث وهو ليس جزءًا منه أو مواكبًا له، فبالنسبة للمجتمع الافتراضي تجده يتفقد جهازه الذكي «الملتصق بكفه طوال الوقت» كل خمس دقائق وحال استيقاظه من النوم وفي آخر لحظة قبل إغماض عينيه.

أما واقعيًا فلعله يهرع لتلبية جميع الدعوات الاجتماعية ويتشبث بكل فرصة تلوح في الأفق لتثبت حضوره وأنه جزء فاعل من الجماعة ويغذي حاجته للشعور بالمشاركة والأهمية، مشكلة هذه الأعراض أنها تسرق الإنسان من حياته الشخصية وتهمل تمامًا احتياجاته الفردية روحًا وجسدًا وتهدد تواصله مع واقعه وأحبته المحيطين به، فتشوش بذلك سلم الأولويات لديه تمامًا.

عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة، إن كنت تعاني من تلك الأعراض أو بعضها لا تقلق، فالترياق بيدك أو لتحري الدقة الترياق بقناعاتك وأفكارك، تذكر أن أثمن ما تمنحه لنفسك هو الوقت، الوقت الكافي لتعيش اللحظة، لتكون متواجدًا لك ولأحبائك أولًا وثانيًا وثالثًا.

عش تجاربك الذاتية كاملة دون مقاطعة ودون أن تهرب منها لعالم خارجي عنك تمامًا.

افرح من الوريد إلى الوريد، احتفل بإنجازاتك وانتصاراتك، وحين تضعف، تحزن أو تنكسر امنح جسدك الوقت الكافي ليتعافى وروحك لتشفى، فلا تجبرها على التجلد مهملًا احتياجاتك لتثبت حضورك خوفًا من التفويت، تفويت أي شيء.

تذكر، عمرك لك أنت فلا تضيعه على الآخرين.