آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

كورونيات تاروتية: «5» العَقْلُ ”فَرْ ضُ عَيْنْ“

الدكتور أحمد فتح الله *

- فِي نَفْخَةِ مَنَاعَةْ ”قُلتَ:“ الحَذَرْ زَيْنْ"!!
- نَعَمْ، قَدْ كَانْ...

وأضيفُ هُنَا...
بِلِسَانٍ يَفْهَمُهُ الجَمِيْعُ فِي وَطَنِي...
في كلِّ جِهَةٍ وَمَكَانْ...
فَالْوَطَنُ أغْلَى مَا لَدَى الإنْسَانْ.
هذهِ الأيَّامْ...
الحَذَرُ ثِقَةٌ وعَزْمٌ وَعَقْلْ...
والعقلُ ”فرضُ عَيْنْ“...
عَلَى كُلِّ مَنْ يَتْبَعَ ”نَبِيّ“...
أو يَتْبَعَ ”إمَامْ“
العقلُ" يا سادةْ... أوَّلُ نَبِيّ...
وَكُلُّ نَبِيٍّ إمامْ...
قَبْلَ أنْ يَكُوْنَ هُنَاكَ مؤمنٌ وكافرْ...
وبعد ما افترقا أديانٌ وَطَوَائِفْ...
تَشَرْنَقَتْ مَذَاهِبًا ومواقفْ.
لِكُلِّ واحدٍ منها إلهْ
وإلهُهْ هَوَاهْ...
بِاسْمِهِ تقومُ الحروبْ...
والأضاحي...
بَشَرٌ أبْرِيَاءْ.
****
فِي كُلِّ زمانٍ ”مُسَمَّيَاتٌ وَعَوَاصفْ“
مِنْ صِنْفِ مُتَدَيَّنٍ وعِلْمَانِي
رَجْعِيٍّ وَلِبْرَالِي...
والدُّكانُ مفتوحْ
”أسماءٌ“ حَسَبَ الأهواءْ
التَّوَصِيْفُ حَسَبَ العواطِفْ
جاهزٌ على الرُّفُوفْ
لا أقفالٌ أو فواتِحْ.
أيُّ جائحةٍ... زِلْزَالٍ أو وَبَاءْ...
لا تُمَيِّزُ بَيْنَ كُلِّ هؤلاءْ.
****
قَدْ تَاهَ النَّاسُ بَعْدَ ”الأَنْبِيَاءْ“
... بعد كلِّ نبيٍّ ظاهِرْ...
وَفِي ذَاتِهِمْ نَبِيّ...
إمَّا محجورْ
أو ”مُغْتَالٌ“
أو مهجورْ
وقليلٌ من السَّوَادِ الأعظَمْ
مَنْ يَسْأَلَ كَي يَعْلَمْ
أو يسألَ كَي يفهَمْ.
فالعلمُ سُؤالْ
وَسُؤالُ السُّؤالْ
فتنسابُ المعارفْ
****
”العقلُ“ يا سادةْ... نبيّ
قالوا: «”نَبِيٌّ باطنْ“» 
لا يَهْمُّنِي الوصفْ
هُوَ ”نبيّ“
لا أهْتَمُّ بالعَطْفْ
لا أبحثُ عَنِ المكانْ
هُوَ ”نبيّ“
أينَ ما كانْ.
هُوَ حَاكِمٌ مُحَايِدٌ وَطَاهِرْ...
يَأمِرُ وَيَنْهِي
لِخَيْرِ القائِمِ والعابِرْ.
وينتجُ الوسائلْ
ماءً وطعامْ
أدويةً وأمصالْ
للمؤمنِ والكافرْ.
فَالشَّرُّ لَيْسَ مِنْهُ
وَلَيْسَ فِيْهْ...
فِي مَنْ يَبْقَى ”حَيْوَانْ“
أوْ يَعُوْدَ إلَى مَا كَانْ...
فالغَرِيْزةُ مَتَى سَاَدَتْ
اِنْتَهى الإنْسَانْ". **

**هذه مجرد خواطر في نص نثري لا يمثل الأدب في شيء، خاصة الشعر، إذ عندي الشعر فَنٌ منفردٌ بذاته، وإن استخذم اللغة كأداة، فينتج ”لغة“ لا تشبهها، كحال الرسّام وهو يستخدم اللون وأطيافه فينتج صورة مركبَّة من ألوان قد لا تشبهها.

وأود أن أعبر هنا عن الشكر الجزيل لكلِّ مَنْ قرأ نسخة النص الأولى، وخاصة المداولة مع الشاعر المبدع علي النمر، ساهمت في تطوير النص. لكن أيُّ خطأٍ، أو إشكالٍ فيه، يبقى مسؤليتي أنا وحدي.
تاروت - القطيف