آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

حروف أبي..

عبد الله سعيد البيك *

حروف أبي.. 

لدي بابان مشرعان من الرحمة إلى الجنة، فرحل أعظمهما وبقي في حفظ الله والدي.. 

ابي أحبك، ما أحلى حروفَ أبي
ابي فديتُك، ما أنقى فؤادَ أبي.. 

ترضى سريعاُ فلا يعلوكَ من غضبٍ
كأنّما أنت لم تمرر على غضبِ 

تغضي كأنّك لم تلقَ الأذى غُصَصَاً
أو أن ذَنبيَ مغفورٌ بلا سَبب.. 

يا أكرمَ الناسِ في بِري وتربيتي
رُبيتُ في ظلك الحاني بلا وَصَبِ

طِفلاً؛ فلستُ أرى في العيش من كدر 
فتىً؛ كأني لم أبْرَحْ عن اللعب 

تجود كالنخلِ ظِلاً وَارفاً كَرَماً
وايسرُ الجودِ ما تُدْنيِهِ من رُطَبِ

أو دوحةٍ تزدهي بالحسنِ بهجَتُها
فنستفيقُ بألوانٍ من العَجبِ

فالعين في سهرٍ، والقلبُ في وجلٍ
بالطيبِ منغمس إن غِبتُ لم يغبِ

وليسَ تطلبُ مِنّا طِلْبةً أبداً 
إلاّ تَرفقتَ رِفْقَ الأمِ في الطَلبِ 

تلكَ الثمانونَ ما أعيتكَ من مِحَنٍ
تهشُ في ذُرْوَةِ الآلامِ والنوبِ

سما الجمال؛ فما ابهاك مبتهجا
زاهي الندى، وبعطر جِدُ منسكبِ

طلقََ المحيا، رحيمَ القلب، مبتسماً
والحُبُ يلمعُ في عينيك، إي وأبي

وهبتني جُلَّ ما أرجو بلا منن
ومنك ما عشتُ الاّ شامخ الحسبِ 

يكفيك فخرا ولاء الأل معتصما
فصرتَ بالقربِ منهم طيبَ النسبِ

ماذا أوفيك من حَقٍ وتَكْرِمَةٍ
وهل أعدُ نُثَارَ النجمِ والشُهبِ

رَبّاهُ يا خَالقَ الإنسانِ في كَبد
يظل يكدح في دنياه في تعب

إن كُنتُ لا اهتدي مَعنىً لرحمتِه
فكيف رحمتُك العظمى فيا عجبي

زَرعَتَ فيه أحاسيساُ مُجَنّحَة
‏حتى دَنَتْ بقطافِ الخَيرِ والإرَبِ

رباه خذ بيدي رفقاً بشيبته
وامنح عُبيدَك ما يُعليه من رُتَبِ

ما قيمةُ المرءِ إن لم يَرْعَ  والدَه
بالبر والجودِ والإحسانِ والأدبِ

الوصب: التعب والألم
النوّبِ: جَمعُ النُّوْبَةُ : النَّازِلَة والمصيبة
الإرب: الأماني والرغبات
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد
[ القطيف ]: 17 / 4 / 2020م - 8:25 ص
سلمت وسلمت اناملك?