آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 7:11 م

فرص من رحم الجائحة «2»

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

من منا يتسوق وبيده أو يدها ”قائمة بمقاضي“؟ قبل ذلك، ضروري بيان أنه قد نتج عن الاحترازات من تفشي كورونا، ”قمع“ الطلب على منتجات كثيرة.

والمقصود بالقمع هو، أن هناك رغبة لدى الزبائن للشراء؛ لكن السلعة غير متاحة، ليس لكونها غير موجودة، بل لتعذر وصول المشتري إليها. وحقيقة الأمر أن السلع إجمالا يمكن الوصول إليها، ولكن ذلك يتطلب من المستهلك إعادة ترتيب جدول تسوقه وأولويات التسوق، فمع ساعات المنع الممتدة لفرض التباعد الاجتماعي، لم يعد متيسرا أن يخرج أي منا متى ما رغب في التسوق، بل لا بد أن يفعل ذلك ضمن ساعات محددة.

وبالقطع سيكون هذا أمرا يتطلب جهدا هائلا ممن لا يتسوق لاحتياجاته بناء على جدول محدد، فهناك مثلا من اعتاد أن يتسوق ”مقاضي“ المنزل صباح كل سبت، أو مساء الثلاثاء، مثلا. وبالمقابل هناك من يتسوق متى ما اتفق، وهناك من لا يتسوق لاحتياجات الأكل والشرب من البقالة أو السوبرماركت، بل يرسل السائق كلما نقص غرض من احتياجات المنزل.

في الوضع الراهن، هذا أمر ليس سهلا الاستمرار في ممارسته، إذ لا بد من شيء من التخطيط، حتى لا يقع الشخص عرضة للمخالفة من جهة، ومن جهة أخرى أن ترتيبات الدخول للسوبر ماركت اختلفت عما كان معتادا، ما يتطلب وقتا أكثر. أما الأمر الصعب حقيقة، فهو أن بعض المشترين يذهب إلى السوبر ماركت ويضع كل ما يقابله دون تفكير أو تدبير، فلا ”قائمة“ ولا هم يحزنون، وتجده يحشو العربة حشوا بالأصناف التي يفضلها، فمثلا هو أو هي تحب البيض، فتجدها تثقل عربة التسوق بأطباق البيض.

وعلى ذكر البيض، فقد علمت أخيرا أن ما تنتجه السعودية يفيض عن حاجتها، لكنها اضطرت أخيرا للاستيراد من باب مواكبة الإقبال غير المسبوق عليه. لكن ما لا يدركه من يحشون عرباتهم بكميات تفوق حاجتهم أضعافا أنهم بسلوكهم يسهمون في دفع الأسعار إلى أعلى نتيجة للطلب المتزايد، ومعلوم أن زيادة الطلب مع عدم زيادة العرض تدفع السعر للأعلى.

وقد أفرزت أنماط الاستهلاك المتغيرة أو لنقل المستجدة إلى ممارسات مستجدة كذلك، فتجد أن أصحاب السوبر ماركت - من باب إرضاء العملاء - أصبحوا يقننون كميات الشراء، حتى لا يستأثر من يأتي أولا بالبضاعة، الأمر الآخر أنهم توسعوا في التوصيل للمنازل، أو أن يقوموا هم بالتبضع لك، لتأتي أنت وتأخذ ما طلبت. وهذا تطور إيجابي، إذ لن يكون بوسعك الاستفادة من هذه الخدمة إن لم يكن لديك ”قائمة“ «يتبع».

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى