آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

ربما تكون دعوة..!

الدكتور محمد المسعود

في منقلب يوسف الذي أنقلب أليه يخبرنا الله تعالى. ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ.. إن التدبير ضده بقواعد العقل تام، وإن الحيلة بالخلاص منه بظاهر الأسباب مكتملة، وإن السبل برجوعه بقاعدة العلة منقطعة..ولكن لظاهر قوتهم الحاضرة والبادية.. ضعفا..، ولظاهر غناهم فقرا مذخرا لهم، ولعزهم العريض هذا أسمال فقر وعوز وذل سيلبسهم الله أياها. للمثول أمام المظلوم الضعيف العاجز الذي لا نصيب له من حول ولا حظ له من قدرة ولا من قوة، يقال ان ضراعة يوسف حامل السبع من عمره، كانت من أركانه كله، من كل خلية في جسده، كانت بتمام ضعفه، أو بضعفه كله.. وكان الصد منهم بمقدار طغيان شعورهم بالقوة والأمن من العقوبة.

لا سبب حاضر، ولا علة فاعلة، ولا قوة مؤثرة في كل الضعف الغالب على كل شيء...!. ولكن..هنالك لحظة تكون السماوات رتقا، ويكون بين الله تعالى «والمظلوم» حجابا من النور إلى النور.. هي دعوة المظلوم التي تنزع الملك، وتزيل النعمة، وتترك من خلفها ذلا يخزي صاحبها، وتنازع الظالم ما يستره من فضائحه وذنوبه..!.

إن حياتنا اليومية تباعد قلوبنا عن سلطان القدرة، عن سريع الإجابة، سريع الانتقام، القوي القادر، المعز، المذل. ذو البطش الشديد الفعال لما يريد.

بعد أن أقسم بالله العظيم كاذبا.. استدار ألينا بعد نطق قاضي الأرض، بطي الدعوى القضائية، عجز المظلوم عن القيام، تصالب على يدي، وغارت عيناه وضج لسانه يا جبار السموات والأرض أغثني وارحمني.. وإني مظلوم فانتصر لي ممن ظلمني..!.

تعمد الظالم أن يقهقه في أروقة المحكمة حين كنا نسير.. شماتة بالمظلوم... أنصرف صاحبي المظلوم إلى ربه العزيز القوي القادر، يطوي سجوده بدموع مظلمته ويرفع إليه عجزه وما نزل به، وانصرف السارق إلى ما خاله غنيمة باردة غنمها «ببضع كلمات قالها أمام قاض»..

وفي الشهر الخامس فقط.. أخبرني ابنه انه أصيب بشلل رباعي من حادث تصادم مروع، نجى من الموت بأعجوبة، وإنه بات عاجزا تماما عن شأن نفسه، حتى بمقدار قضاء حاجته... لم يكن الابن يعلم عن ظلم أبيه..!. ولكني وغيري نعلم.. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء: 227].

أظن بات من الملح أن نقعد لقاعدة ﴿أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا... إن الظالم له عذاب دنيوي، ووعيد من ألله بعذاب نكرا، أي في غاية الشدة والألم..

ربما كانت دعوة مظلوم...!! اذا تغير حالك، إذا وهن جسدك، إذا احتبس رزقك، إذا جمدت عيناك، إذا قسى قلبك، إذا استحكمت عليك غفلتك، إذا لم يستجب الله دعاءك،! إذا كانت الدنيا أكبر همك، ومبلغ علمك.. إذا لم يرفع إلى الله تعالى مع المحسنين والمتصدقين أسمك.. إذا انرتق عليك أمرك.. وتاه قلبك.. وظل عن السبيل عقلك.. توقف لا تمضي بعيدا.. ربما كانت دعوة مظلوم تستنزل في كل لحظات يومك غضب الله عليك.. «ربما تكون دعوة» كلمة من الواجب عدم اغفالها أبدا إذا تبذل حالك فإن لكل مظلمة منقلب وبيل، وإن لكل مظلوم دعوة مجابة في حق من ظلمه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
.
[ Americans ]: 1 / 9 / 2020م - 8:32 م
احذر دعوة المظلوم في حوف الليل فعيون الناس تنام وعين الله لاتنم.احسنت كعادتك مبدع