آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:19 م

زبور آل محمد.. تعريف ونظرة عامة

الشيخ سمير آل ربح

لا يُذكر الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي الذي وُلد في الخامس من شهر شعبان من سنة 38 هـ في المدينة المنورة، وتوفي فيها في الخامس والعشرين من شهر محرم من سنة 95 هـ، إلا وتُذكر معه العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، فهو سليل النبوة وامتداد الإمامة، وألقابه التي عُرف بها تشير إلى هذا المعنى بوضوح؛ فهو سيد الساجدين وزين العابدين وقرة عين الناظرين ومنار القانتين وذو الثفنات [1] ...، وهو صاحب الألف ركعة في اليوم والليلة، وهو الذي يقضي نهاره صائمًا، وليله قائمًا، قليل الأكل والنوم كثير العبادة والصوم.

ومع أن مسؤوليات الإمامة اقتضت منه القيام بأعبائها المتمثلة في حمل الرسالة والتعريف بظلامة الحسين الشهيد ، في خطبه وكلماته تارة وببكائه أخرى، لتستمر عاشوراء في وجدان الأمة، ومباركة ثورة التوابين وثورة المختار التي اقتص فيها من قتلة الحسين ، ونشر العلوم والمعارف في أوساط الأمة، ومما وصلنا من علمه ”رسالة الحقوق“ الشهيرة.

عبادة علي بن الحسين

مع ذلك كله، فإن الجانب العبادي هو الأبرز في حياته الشريفة، فهو «كآبائه» عابد في أعلى درجات العبادة، بل كان يستقل عبادته أمام عبادة جده أمير المؤمنين . دخل أبو جعفر الباقر «ابنه» عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرَّ لونه من السهر، ورمصت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، فقال أبو جعفر : ”فلم أملك حين رأيتُه بتلك الحال البكاء، فبكيتُ رحمة له، وإذا هو يفكر، فالتفَتَ إليَّ بعد هنيهة من دخولي فقال: يا بُني، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب ، فأعطيتُه، فقرأ فيها شيئًا يسيرًا، ثم تركها من يده تضجرًا وقال: مَن يقوى على عبادة علي ؟!“ «الإرشاد، الشيخ المفيد، 2/ 142».

ومن أبرز جوانب العبادة التي ظهرت في حياة زين العابدين هو الدعاء والتضرع إلى الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار في الأحوال المختلفة، فهو يمثِّل حقيقة العبادة وعمقها. عن رسول الله ﷺ: ”الدعاء مخ العبادة“، «مكيال المكارم، الميرزا محمد تقي الصفهاني، 2/ 343»، وعنه ﷺ: ”أفضل عبادة أمتي بعد قراءة القرآن الدعاء، ثم قرأ: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ «غافر: 60»، أَلا ترى أن الدعاء هو العبادة“. «بحار الأنوار، العلامة المجلسي، 90/ 300».

والإخبار عن الدعاء بأنه ”مخ العبادة“، لأنه «الدعاء» حقيقتها، فكما أن الإنسان من دون مخ يفقد كيانه، كذلك العبادة من دون دعاء تفقد جوهرها، وحقيقة العبادة هي التذلل والخضوع لله سبحانه، وأوضح مصداق لذلك هو الدعاء لأنه يمثِّل الافتقار إلى الله والحاجة إليه، أما الاستغناء عنه «والعياذ بالله» فهو غرور أمام حضرة الرب الجليل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ «غافر: 60»، وأكبر ذنب ارتكبه قارون حين قال: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي «القصص: 78»، فنسب ثراءه وغناه إلى نفسه، واستغنى عن الله، ولذلك ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ «القصص: 81»؛ ومن هنا نجد الدعاء حاضرًا في كل عبادة؛ في الصلاة حين نتلو ﴿اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم و”سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه“ و”اللهم صلِّ على محمد وآل محمد“، ناهيك عن القنوت وما فيه من أدعية يختارها المصلي مأثورة كانت أم غير مأثورة، وفي الصيام رويت أدعيةٌ يُندب الإتيان بها قبل الصيام وأثناءه وبعده، سواء أكانت قصيرة أم طويلة نحو دعاء الافتتاح ودعاء أبي حمزة الثمالي وغيرهما، وهكذا بقية العبادات.

فوائد الدعاء

للدعاء فوائد كثيرة، منها:

1 - ارتباط بين العبد وربه، فهو مخاطبة الله تعالى شأنه ونداؤه ومناجاته، فيحضر الذكر بدلًا من النسيان والغفلة، لكيلا ينطبق قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم «الحشر: 19».

2 - تهذيب النفس والارتقاء بها نحو المعالي، كما نلاحظه بوضوح في دعاء ”مكارم الأخلاق“.

3 - الحث على العمل والسعي، بعكس ما يُظن أن الدعاء يعني الاعتماد على الغيب من دون حركة، كلا، ليس الأمر كذلك، بل هو بمثابة أخذ طاقة إيجابية للانطلاق في آفاق الحياة الرحبة، كيف لا يكون كذلك، والإنسان مرتبط بمسبب الأسباب ومن بيده أمور الكون كافة؟ وهذا هو مفهوم التوكل الحقيقي.

الصحيفة السجادية..التسمية والإسناد والمكانة

ومما يبين عناية زين العابدين بالدعاء هو تلك الأدعية المأثورة التي رويت عنه في الصحيفة السجادية، فهو الذي أملاها على ابنه الباقر في حضور الصادق . كان يقول لابنه: اكتب، فيكتب، وقد توارثها الخلف عن السلف يدًا بيدٍ بصورة متواترة، ومن هنا فثبوتها لا ريب فيه، إضافة إلى أن هذا الإملاء ينفي تغيير أو سقوط كلمة/ كلمات في النص بفعل السهو والنسيان والخطأ الذي يصدر من الرواة عادة.

وسُميت بالصحيفة السجادية نسبة للإمام علي بن الحسين الذي لُقِّب بالسَّجَّاد لكثرة سجوده، فهو مُنشِئها، وهو الذي دعا الله تعالى بهذه الألفاظ المباركة، وسُمِّيت أيضًا ”إنجيل أهل البيت“، و”زبور آل محمد“ «بحار الأنوار، الشيخ المجلسي، 107/ 61»؛ لأنها في أعلى درجات الإسناد، كما أن مضامينها عالية، وهي لا تصدر إلا من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، والراوي لها هو المتوكل بن هارون، فهو رواها عن الإمام السجاد بطريقين:

أحدهما، عن الباقر، عنه «عليهما السلام». والآخر عن يحيى بن زيد، عن أبيه، عنه ، والراوي عن المتوكل بن هارون في كلا الطريقين هو المتوكل بن عمير. «خاتمة المستدرك، الميرزا النوري، 6/ 261».

قال العلامة المجلسي: «والذي رأيت من أسانيد الصحيفة بغير هذه الأسانيد فهي أكثر من أن تحصى، ولا شك في أنها من كلام سيد الساجدين. أما من جهة الإسناد فإنها كالقرآن المجيد وهي متواترة من طرق الزيدية أيضًا، وأما من حيث العبارة فهي أظهر من أن يذكر، فهو كالقرآن المجيد في نهاية الفصاحة، وأما من جهة الإحاطة بالعلوم الإلهية فهو أيضًا ظاهر لمن كان أدنى معرفة بالعلوم» «بحار الأنوار، المجلسي، 107/ 59».

وقوله: ”وهي متواترة من طريق الزيدية أيضًا“؛ لأن يحيى بن زيد «الشهيد» رواها عن والده زيد «الشهيد» الذي رواها عن والده زين العابدين ، ومن هنا فإن لهذه الصحيفة مكانة خاصة لدى الزيدية، وهي نقطة التقاء إضافية بينهم وبين الإمامية.

وأرسل السيد شهاب الدين المرعشي النجفي نسخة من الصحيفة مع رسالة إلى العلامة الشيخ الطنطاوي «ت 1358 هـ» صاحب التفسير المعروف، فكتب في جواب رسالته: ”ومن الشقاء إنَّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيم الخالد في مواريث النبوة وأهل البيت، وإني كلما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق، دون كلام الخالق“. «ينظر: الأئمة الاثنا عشر، الشيخ جعفر السبحاني، ص 96».

عدد أدعية الصحيفة

عدد أدعيتها الواصلة إلينا 54 دعاءً طبعت بعنوان ”الصحيفة السجادية الكاملة“ جمعها الشيخ المحدث محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب ”وسائل الشيعة“، وغيره، برواية محمد بن أحمد المطهري، في حين إنها 75 دعاء طُبعت بعنوان ”الصحيفة السجادية الجامعة“ بعناية السيد محمد باقر الأبطحي، وصلت إلينا بطريق صحيح، وهناك أدعية ملحقة بالصحيفة من قبيل أدعية الأيام والمناجاة الخمسة عشرة، وأولىى الشيخ حسن الصفار عناية بالصحيفة فتولى أمر طباعتها «1427 هـ» بعد أن كتب لها مقدمة مضافًا إلى مقدمة السيد محمد باقر الصدر، وأسماها ”صحيفة زين العابدين“، وألحق بها ”رسالة الحقوق“.

شروح الصحيفة السجادية

وقد عُنيت الصحيفة السجادية من قبل العلماء، فشرحوها عدة شروح باللغتين العربية والفارسية، أحصاها المحقق المحقق الكبير الشيخ آغا بزرگ الطهراني، ونقلها الشيخ باقر شريف القرشي، فوصلت إلى 48 شرحًا «ينظر: حياة الإمام زين العابدين ، باقر شريف القرشي، ج‏2، ص129 وما بعدها»، في حين أنهاها محمد طاهر الصفار إلى 61 شرحًا، «الصحيفة السجادية.. معراج إلى النور، محمد طاهر الصفار، مقال منشور على موقع العتبة الحسينية»

وهي تمثل عمق اهتمام العلماء في مختلف العصور، فوقفوا على ما بها من كنوز العلم والمعرفة الإلهية، فلها قيمتها بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة؛ ذلك أنها تمثل كلام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وما أخذه من علم إنما أخذه عن جده ﷺ. عن الصادق : ”إِنَّا عن الله وعن رسوله نحدِّث“ «بحار الأنوار، العلامة المجلسي، 2 / 250».

ومن أقدم الشروح شرح الصحيفة، لنور الدين أبي الحسن بن عبد العال الكركي المتوفَّى سنة 940 هـ، ومن الشروح باللغة الفارسية شرح الصحيفة للفاضل هادي بن المولى محمد صالح بن احمد المازندراني، ومن الشروح المطولة ”رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين «صلوات الله عليه»“، في سبعة أجزاء، للسيد علي خان المدني الشيرازي، و”لوامع الأنوار العرشية في شرح الصحيفة السجادية“ في ستة أجزاء، للسيد محمد باقر الحسيني الشيرازي، و”نور الأنوار“ في مجلد واحد للسيد نعمة الله الجزائري. أما في العصر الحديث فهناك ”شرح الصحيفة السجادية“، للسيد محمد الحسيني الشيرازي، وشرح للشيخ محمد جواد مغنية بعنوان ”في ظلال الصحيفة السجادية“، وهما مطبوعان منتشران.

ومن النسخ المحققة ما حققه السيد محمد باقر نجل السيد المرتضى الموحد الأبطحي الأصفهاني نشر مؤسسة الإمام المهدي [2] ، طبعت في قم المقدسة 1411 هـ، أضاف فيها 21 دعاءً ليكون المجموع 75 دعاءً، وأسماها ”الصحيفة السجادية الجامعة“.

وتُرجم نص الصحيفة السجادية بالإضافة إلى الفارسية، إلى عدة لغات عالمية منها الأوردو ترجمها السيد محمد هارون الهندي الحسيني الزنگي پوري وسمَّاها ”السيف اليماني“، كما ترجمها إلى الإنكليزية البورفسور ”وليام چيتيك“ أستاد جامعة ولاية نيويورك أمريكا، وترجمها الشيخ هارون بينكيلي إلى اللغة السواحيلية في تنزانيا. «الصحيفة السجادية.. معراج إلى النور، محمد طاهر الصفار، مقال منشور على موقع العتبة الحسينية».

كما أن هناك أعمالًا ترتبط بهذه الصحيفة، منها ”المعجم المفهرس لألفاظ الصحيفة السجادية“ للسيد علي أكبر القرشي، و”الدليل لموضوعات الصحيفة السجادية“، للشيخ محمد حسين المظفر، ومنها دراسات أكاديمية من قبيل ”أسلوب التكرار ومثيراته الدلالية في الصحيفة السجادية“، رسول بلاوي، جامعة الكوفة، و”الاقتباس القرآني في الصحيفة السجادية خصائصه ووظائفه“ «دكتوراة»، خولة مهدي الجراح، جامعة الكوفة، 2018، و”أسس نقد الأوجه النحوية في شروح الصحيفة السجادية“، شعلان عبد علي سلطان وزياد قاسم دريس، جامعة بابل، 2017، و”فن مراعاة النظير في أدعية الصحيفة السجادية“، مرتضى عباس فالح وأسعد جساب مغامس، مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية، جامعة البصرة كلية التربية للعلوم الإنسانية، 2017، ص ص 67 - 94، وغير ذلك من الدراسات.

الشروح الصوتية

وللسيد صادق الشيرازي شرح صوتي لدعاء مكارم الأخلاق ألقاه على طلبة العلوم الدينية، وللشيخ حسن موسى الصفار شرح للدعاء ذاته في محاضرات عامة، وشرع الشيخ عبد الله الدقاق في إلقاء دروس على الطلبة في التاسع من شهر ربيع الأول 1441 هـ.، كما أن للشيخ حبيب الكاظمي سلسلة لقاءات رمضانية في الصحن الرضوي الشريف شهر رمضان 1441 هـ، بعنوان ”دروس الحياة من الصحيفة السجادية“، بُثَّتْ من بعض القنوات الفضائية.

ومن الواضح، حسب تتبعي القاصر، أن لدينا نقصًا في شرح أدعية هذه الصحيفة صوتيًا في صورة دروس ومحاضرات ومقاطع قصيرة، وهو أحد أسباب عدم تعرُّف هذا الجيل على هذا السفر الخالد بشكل كافٍ، وهذه مسؤولية ملقاة على الخطباء والمحاضرين والمتحدثين.

موضوعاتها

تنوعت موضوعاتها، ذلك أن أدعيتها تغطي مختلف جوانب حياة الإنسان، وتواكبها خطوة بخطوة،، في الطاعة وفي المعصية، في الصحة وفي المرض، في السلم وفي الحرب، في الليل والنهار، في الأمن والخوف...، فهي تشمل:

- التمجيد لله والثناء عليه.

- الصلاة على النبي وآله وعلى الملائكة والرسل.

- أدعيته في الأوقات المختلفة عند الصباح والمساء وحين نزول الغيث والاستسقاء، وعند الرعد والبرق، وعند دخول شهر رمضان وفي وداعه، وعند رؤية الهلال، ويوم الجمعة، ويوم عرفة...، وما إلى ذلك من المناسبات المختلفة.

- الدعاء للمجاهدين والمرابطين، ورد كيد الأعداء.

- طلب الرزق وسداد الدين، وطلب الحوائج من الله تعالى.

- الاستغفار والتوبة والعودة إلى الله تعالى.

- الدعاء للأبوين وللولد وللجيران.

- المناجاة الخمسة عشرة، وهي ملحقة بالصحيفة.

- أدعية الأيام، وهي ملحقة بالصحيفة أيضًا.

وغير ذلك من الموضوعات.

واجبنا تجاه الصحيفة السجادية

- قراءة الأدعية الواردة فيها على طول الخط قراءة واعية بتأمل وخشوع، وحفظها/ حفظ بعضها عن ظهر قلب، لتصبح قنوتًا في الصلوات، وتعقيبًا في أدبارها، وترنيمة يرددها المؤمن في كل حين.

- تسجيل الأدعية صوتيًّا ومرئيًّا، وإخراجها في حلة قشيبة، ثم بثها ونشرها بمختلف أنواع البث والنشر.

- دعوة للخطاطين ليزينوا الأسطح والجدران ببعض عباراتها، وجعلها ماثلة أمام الأعين.

- ترجمتها بمختلف اللغات الممكنة التي لم تُترجم إليها، وإيصالها إلى العالم.

- دعوة للخطباء والمحاضرين والمتحدثين للعناية بها استشهادًا وشرحًا وتوضيحًا.

- دعوة للكتاب وأرباب القلم للوقوف لإبراز ما فيها من معارف إلهية وعلوم ربانية، وعلى ما فيها من جمال وعذوبة، وإيصال ذلك إلى الناس في قالب مقالة أو كتاب أو بحث.

- دعوة للاختصاصيين في اللغة العربية وآدابها لعقد الدروس وشرح ما فيها من لغة ونحو وصرف وبيان وبديع وصور جمالية، لتكون نصوصها متداولة في الدرس اللغوي بتشعباته.

- دعوة لطلاب الدراسات العليا في العلوم الدينية وفي اللغة العربية وآدابها لجعلها محطة لأبحاثهم، وتقديم الدرسات الأكاديمية المحكمة.

وأخيرًا، ونحن نعيش في هذا الظرف العصيب، وقد خيَّمت أجواء ”كورونا“ علينا جميعًا، ما أحوجنا إلى اللجوء إلى الله أكثر من أي وقت مضى، بالرغم من أن الدعاء مطلوب في الرخاء والشدة، وفي كل حال من أحوال الإنسان، إلا أنه يتأكد في الأحوال الاستثنائية التي نمرُّ بها، فالله تعالى هو مسبِّب الأسباب، قاضي الحاجات، رافع الكربات، شافي الأمراض، معافي الأبدان، أرحم الراحمين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


[1]  عن الباقر قال: ”كان لأبي في موضع سجوده آثاره ناتئة، وكان يقطعها في السنة مرتين، في كل مرة خمس ثفنات. فسُمِّي ذا الثفنات لذلك“. «مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، 1/ 507»

[2]  عُنيت مؤسسة الإمام المهدي في قم المقدسة بأدعية الأئمة المعصومين جميعًا فجمعتها في صحائف وأسمتها: الصحيفة العلوية، الصحيفة الحسنية، الصحيفة الحسينية، الصحيفة الباقرية، الصحيفة الصادقية،...، إلى الصحيفة المهدوية، وهي مطبوعة متداولة.