آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

وَدَاعَا عَمِّي

سوزان آل حمود *

بعد موت والدك وموت آخر عم لك في الدنيا ستعرف جيدًا معنى دعاء:”جبر الله كسر قلبك“

ستعلم جيدًا أن لا فراق يكسر حنايا القلب كفقدان ماتبقى لك من العائلة، بعد رحيل الأب والأعمام لا حزن ينتهي ولا فرح يكتمل فلاتسألوا ”فتاة“ مات ابوها وجميع عمومتها عن سبب حزنها.. هي لن تعرف السبب؟

بل تعرف أن الأمان ذهب حتى وإن كانت الدنيا بأكملها تحيط بها..

وفي هذا يقول غازي القصيبي

تَبْكِي الجِيادُ إذَا ترجَّل فارسٌ

ومِنَ الصَّهيلِ تَوجّعٌ وَعَذابُ

أرَأيت دَمعَ الخيلِ؟! كَم مَن عبرةٍ

فِي الرُّوحِ لمْ تعلم بهَا الأهدابُ

بَينِي وبينَك ذكرياتٌ ملؤهَا

ضحكٌ.. تَظلُّ بخَاطِري تنْسَابُ

واليومَ يُفجعُني الغِيابُ.. فأنثَنٍي

وأرَاكَ قُربي والحُضورُ غيابُ

هذه هي الحياة كل إنسان مهما عاش فمصيره الموت وكل من نحب لابد من فراقه يوماً ما، لكن ما أصعب فراق العم وما أشد وقعه على النفس ”عمي عبدالجبار“ تلك الكلمات التي استمتع بنطقها وترديدها عند زيارته كيف لا وعمي هو ما تبقى لي بعد وفاة أبي فاصبح العمودالأساسي لأسرتنا المترابطة، فكان الأب الثاني لنا احتوانا، غمرنا بحبه، لم ينسى أحد منا، سؤاله عن الجميع حتى في مرضه كيف لا يكون بهذه الأخلاق والمزايا العظيمة التي اعجز عن ذكرها وهو سليل آل حمود تلك العائلة العظيمة بأفعالها...

كان الجميع ينتظر عودته سالما معافى من المستشفى، لكن قضاء الله وقدره فوق كل شيء إنه الموت حتم لازم لكل مخلوق حي قال تعالى: ”كل من عليها فان“ وهذا طريق كلناسنسلكه نعم خبر موته وقع علينا كالصاعقة هزت الكيان تلعثم اللسان انهمرت الدموع اصبح النهار ظلاماً بالرغم من ضوئه الساطع فالحمدلله كثيراً على نعمة الإسلام التي تجعلنا نصبر ونحتسب الأجر من الله بفراقك يا عمي.

ستظل يا عمي تعيش في قلوبنا وبيننا بأعمالك المشرقة وسيرتك العطرة سنظل نفتخر ونعتز بك للأبد سنظل ندعو لك ولأموات المسلمين ما حيينا.

اللهمّ ارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهمّ إجعل الراحلين إليك في ظل ظليل.

اللهمّ ارحم من غابوا غيابا أبديا اللهمّ أبعث لهم نورا إلى يوم يبعثون.