آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

هل عيبًا أن تخطب المرأةُ الرجل!

كبرتُ وأنا أسمع قصةَ زواج السيدة خديجة من النبي محمّد ﷺ. حكايةٌ فيها من عناصر التشويق والخروج عن المألوف والمعهود في عصره، بأنّ امرأة عرفت من تختار من الرجال وسعت إليه بنفسها، وكانت ثمرة سعيها أنجح وأروع قصة زواجٍ في تاريخ البشرية.

لكن لا أتذكر أنني سمعت عن امرأة  - في مجتمعنا - في السنواتِ الحديثة وجدت في رجلٍ صفات الرجولة وما تبحث عنه، ثم بعثت واسطةً أمينة تطلب الزواج الشرعي! فهل هو لا يجوز ولا يستحسن وينقص من المرأة؟ أم هي فقط عادات المجتمعات، هم خلقوها مثل الأقفاص وسَجنوا أنفسهم فيها؟ وعدم معرفتي بحدوثه ليس حجة على عدم حصوله بالمطلق.

القصة في مجملها أنه لما بلغ خديجة عن رسول الله ﷺ ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مالٍ تاجرًا إلى الشام وتعطيه أفضل ما تعطى غيره من التجار مع غلامٍ لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله ﷺ فخرج بذلك المال ثم أقبل قافلًا إلى مكة ومعه ميسرة، فكان ميسرة يحدثها عما شاهده من كراماتِ النبي ﷺ وأخلاقه في تلك الرحلة، وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله بها من كرامتها. فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله ﷺ وعرضت عليه الزواج.

ربَّ قائلٍ يقول: هذا أمر مستهجن أو مستقبح! ولكنه الآن موجود فعلًا وبطريقة أقل حصافة ولعله يحطم كلَّ آمال المرأة في الزواج السعيد، إذا اقترنت بشخصٍ لا تعرفه إلا عن طريق لوحة مفاتيح الحاسوب الآلي! حيث يوجد عشرات بل مئات من الفتيات والنساء اللواتي يضعن بعض التفاصيل الخاصة معلنين عن رغبتهن في البحث عن شريكٍ مناسب، وبطريقة شرعية في مواقع بحث الكترونية.

لا حياءَ في حق كل إنسان أن يجد النصفَ الآخر الذي يبحث عنه في الحياة، وإن كان فيه غير ما اعتاده الناس من وسيلة، ومن الأفضل أن تكون احتمالية النجاح مع شخصٍ معروف أكبر من الفشل مع شخصٍ مجهول، أو محتال يعتاش على مشاعرِ الناسِ وحاجاتهم الطبيعية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 10 / 1 / 2021م - 4:20 م
حتى لو بعض النساء تجاوزن العرف الإجتماعي فمن ستختار في هذا الزمن؟

ماذا يريد الرجل المقبل على الزواج؟

وماذا تريد المرأة المقبلة على الزواج؟

ماهي أكثر مسسبات الطلاق؟

ماذا يريد كل منهم من الزواج ومن الحياة بشكل عام؟

أظن أنه حتى لو كان الأمر يسيراً بيد المرأة فسيكون نادراً جداً ان تسمع عنه لأسباب كثيرة.

ومنها مانمر به اليوم من أزمة ثقة لدى بعضهن وتغلغل الفكر النسوي الحديث في مفاصل حياتهن.
مستشار أعلى هندسة بترول