آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 1:48 م

ألف سؤال برسم يوم ميلاد الزهراء (ع)

في يوم ميلاد فاطمة الزهراء سألتُ صديقي الشاب حسين، وهو يبدو في منتصفِ العشرينات من عمره أو بعدها بقليل، متى سوف تتزوج؟ قال حسين قريبًا ومن شروط بحثه عن امرأة أن تكون محجبة! لو كان حسين يبحث عن زوجة في الزمن الذي تزوجتُ فيه أنا، قبل أربعين سنة، لكان شرطه باعثًا على التهكم والسخرية، فلا فتاة ولا امرأة لم تكن تلبس العباءة أو الحجاب حينها، إلا فيما ندر وقل!

أنا اختصرت الجواب لحسين بأن في كلِّ عصرٍ أخلاط وأجناس من العادات والتقاليد والسنن وإن تركها كثيرٌ من الناس لن يتركها كلهم، وطمنته بأنه سوف يجد ما يطلب من شرط.

وبحقّ ثارَ في رأسي ألفُ سؤالٍ عن كيف كانت السيدة فاطمة الزهراء ستتعامل مع متغيرات هذ الزمان، مع أن أسئلتي معاذ الله أن تكون إلا من باب الإسترشاد والاستنارة بفيضِ إيمانها ورجاحة عقلها، فهي تخطّت وبجدارة عقبات عصرها الأخلاقية مع أنها كانت عقبات جمَّة حينها، حتى لو قارنتها بمقياس العصر الحاضر. ولو كان اليوم ميلاد الامام علي بن أبي طالب زوجها لربما ثار نفس العدد أو أكثر من الأسئلةِ ذاتها!

كيف ستتعامل السيدة فاطمة مع العمل والاختلاط  ومهام الزوجية وتربية الأبناء والتقنيات الحديثة وحب الزينة والمظاهر والثقافة؟ ومالا ينتهي من المهام والعادات البشرية التي تغيرت منذ عشرات السنين، فكيف بما يربو على ألفٍ وأربعمائة سنة؟ ربما ليس هناك من جوابٍ واحد وكل منا وطريقته في التعامل مع فيضان المدنية الحديثة، في المحصلة البعض غرق والبعض نجا لكن كلنا أصابه بللٌ من بحر هذا الطوفان!!

ربما في عامل الوقت وكيف نستخدمه رجالًا ونساءً بعض الإجابات لكن حقًّا هل يكفي هذا الجواب والتعليل؟ فمنذ زمن أمي وأبي كان الرجال والنساء يستهلكون الوقتَ ويقطعونه في شيءٍ ما! في جلسات الضحى والعصر، ثم تحول إلى ساعاتٍ جنب التلفاز، والآن ساعات في التقنيات الحديثة. فبينما كانت نساء زمان السيدة فاطمة يطحنَّ الهواء في الفراغ، هي كانت إما تطحن الخبز في الرحاة أو تطحن الوقت في العبادة والثقافة وتطوير الذات!

كان طول يوم السيدة فاطمة 24 ساعة ويوم غيرها 24 ساعة، فلمَ أبدعت هي وفشل غيرها؟ نستطيع أن نسأل السؤال اليوم، فكثير من الرجال والنساء بإمكانه أن يبدع إن أراد، وبإمكانه أن يعبد الله إن أراد، أو يعمل.

أنت تراها التربية والاحتضان، والثاني يراها الرعاية الربانية والثالث يراها في غير ذلك، ولعل خلاصة الحديث هي أنه لا حجة قوية لمن أراد أن يتميز في عصره، هي لن تكون في مقام السيدة فاطمة وهو لن يكون في مقام الامام علي لكن بوصلة الروح والحركة سوف تتجه وتؤشر في ذات الاتجاه!

مستشار أعلى هندسة بترول