آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

ليفرح من له ابن بنت مثل الحسين (ع)

يكبر الأجدادُ والجدّات آملين أن تمتدّ جيناتهم في من يأتي بعدهم، يحمل خصَائصهم الوراثيّة والاجتماعيّة ويحمل اسمهم. وكان هذا في الحسين وأكثر، فهو حمل الامتدادَ البشري والرِّسالي لجدّه النبي محمّد صلّى الله عليه وآله في إمامته. أحبَّ النبيُّ محمّد ﷺ فاطمة ثم إذا جاء الحسن أحبّ البنت وضناها، وبعده جاء الحسين فأحبّ الاثنين، الحسن والحسين. ربّاهما ودلّلهما وأحبَّهما ورأى نفسه في الاثنين. كان منهما وكانا منه.

في كل يوم الثالث من شهر شعبان يتجدد ميلاد الرّسول الأعظم ﷺ في ميلاد حفيده، أو سبطه الحسين إن شئت. فلا شيء في يوم ميلاده يقال سوى أجمل التّهاني والتبريكات لجدِّه وأمِّه وأبيه من أعماقِ قلوب محبيهم. في يوم ميلاده لا ترحَ بل فرح، إذ الفرح ويوم ميلاده توأمان وصنوان لا ينفكّان. ولأنه - الحسين - شخصيّة عالميّة أيضًا، فالبشرى والتهنئة بمولده لكلِّ راغبٍ فيه من أبناءِ العالم.

منذ السنين الأولى من أعمارنا وأعمار أطفالنا، نرافق والدنا أو والدتنا إلى محافلِ الإحتفاء بمولده، حتى إذا ما كبرنا صار اسمُ الحسين وجرى أسطورة - حقيقيّة - في شرايينا. حتى إذا جاء يومُ شهادته تجاريت الدماءُ والدموعُ معًا، فمن يمدح الحسين منّا أو من غيرنا هو مثل من يغرف من ماءِ المحيط، فيأخذ منه بقدر الإناء وسعةِ الدّلو والقِربة التي يحملها على كتفه، وليس بقدر المحيط الضّخم المتلاطم.

وفي حال بعض المديح مثل هذا المكتوب، يضيف صفرًا إلى رقمٍ لا متناه، فلا يزداد اللّا متناهي شيئا. ويفرح حامل الصّفر أنه لا يحمل رقمًا سالبًا. وإني وإن كنتُ جازمًا أن لا مديح يرقى لمقامِ الحسين وجدتُ أفضلَ مديحٍ له هو الصّلاة عليه وعلى جدّه وأبيه وأمّه وأخيه. ومن جميل النظم ما قاله في مدحه الشّاعر ابن العرندس:

له القبّة البيضاءُ بالطفِّ لم تزل
تطوفُ بها طوعًا ملائكةٌ غرُّ

وفيه رسولُ اللّه قالَ وقولهُ
صحيحٌ صريحٌ ليسَ في ذلكم نكرُ

حُبِي بثلاثٍ ما أحاطَ بمثلها
وليٌّ فمن زيدٌ هناكَ ومن عمرو

له تربةٌ فيها الشفاءُ وقبَّةٌ
يجابُ بها الدَّاعي إذا مسَّه الضُرُّ

وذريَّةٌ دريةٌ منه تسعةٌ
أئمةُ حقٍّ لا ثمانٌ ولا عشرُ

مستشار أعلى هندسة بترول