آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

تهادوا تحابوا

سهام طاهر البوشاجع *

صغيرة أو كبيرة، مغلفة بأجمل التغليفات أم غير مغلفة، ثمينة أم زهيدة في سعرها - الهدية - من أكثر ما قد يفرح ويدخل البهجة والسرور على قلب من تكتب باسمه

وما أجمل أن يرن هاتفك من رقم مجهول ليحدثك أحدهم قائلا: فلان بن فلان نحن محل هدايا ولكم هدية مرسلة من شخص مكتوب اسمه عليها وسنقوم بتوصيلها إليكم.

لقد كثرت هذه الحركة الجميلة ”إن جاز أن نسميها كذلك“ في الآونة الأخيرة في بلادنا تزامنا مع حركة الطلب والتوصيل الإلكتروني والشراء عبر الإنترنت، وهي من أرق وألطف المفاجآت والحركات التي بالفعل تغير المزاج وتصنع يوما مختلفا

جاء في الأمثال: «إذا قدمت من سفر فاهدِ أهلك ولو حجرًا» وفي الحديث: «اجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين»

ويقول دعبل الخزاعي:

هَدايا الناسِ بَعضِهِمُ لِبَعضٍ..... تُوَلِّدُ في قُلوبِهِمُ الوِصالا

وَتودِعُ في الضَميرِ هَوىً وَوُدّاً..... وَتَكسوهُم إِذا حَضَروا جَمالا

أتذكر في مرة من المرات وفي أحد الدورات المباشرة التي حضرناها من ضمن دورات وزارة التعليم طلبت منا الأستاذة المحاضرة أن نصنع خلال هذين اليومين شيء مختلف يكسر روتين الدورة ويترك أثرا جميلا بعد انتهائها وتفرقنا

فاقترحت علينا بفكرة ”تهادوا تحابوا“ ولكن بشكل مختلف كأن تجهز الهدية وتوضع على جانب طاولة معدة لها في جانب من القاعة التي نجلس فيها ويكتب عليها رقم عشوائي، وهكذا فعلت بقية الزميلات وتركت الهدايا إلى الساعة الأخيرة من وقت الدورة ثم وزعت علينا الأستاذة أرقام عشوائية أيضا فقمنا بعد ذلك بالبحث عن الهدية التي تحمل نفس الرقم الموجود لدينا وبعد أن نالت كل واحدة منا على هدية حسب الرقمين المتطابقين ”على الهدية والذي يوجد لدينا“ طلبت منا الأستاذة أن نتصارح بأسمائنا، وهنا قمة المفاجأة وأجمل لحظاتها، بأن تعرف من أهداك هذه الهدية وتعقد معه ذكرى جميلة وبحركة بسيطة وهدية أبسط ما تكون لكنها تترك أكبر أثر ايجابي وبصمة تذكر على مر الأيام بل تدوم.

ونحن الآن في شهر مارس الميلادي وقد احتفلت الأسر في 21 منه بعيد الأم وتبادلات العائلات الهدايا وأسعدت قلوب الكثير من الأمهات في العالم بأسره، ولم يكد ينتهي بعد حتى تزامن مع شهر شعبان العربي الذي فيه أيضا يحتفل عدد من الناس في ليلة النصف منه بذكرى ميلاد الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجة الشريف فيتهادى الناس ولا سيما الأطفال بأجمل الهدايا وألذ الحلويات ويلبس لهذه المناسبة أجمل الثياب، وقد يحتفل عدد من دول الخليج أيضا بهذه المناسبة وإن كانت بمسمى ثانٍ فهي تسمى «حق الليلة» وفيها يتبادلون الهدايا والحلويات ويتزينون بأجمل الثياب.

الهدية والسعادة خطان متزامنان متلازمان شريكهم في ذلك أدرينالين الحب ودوبامين الحياة.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز