آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

أخصائي يحذر مرضى ”السكري“ من المشروبات الغازية و”التخمة“

جهات الإخبارية علياء أبو حسين - جزيرة تاروت

تحت عنوان ”ثلاثية التحدي للسكري“، عقدت اللجنة الصحية بخيرية تاروت ندوة تثقيفية، عبر برنامج ”zoom“، قدمها أخصائي التغذية بالوحدة الصحية في مستشفى الملك فهد الجامعي الدكتور خالد الصفار.

وتحدث الدكتور الصفار وهو عضو بالجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية في الندوة التي أدارتها رؤى أمان عن ثلاثية السكري المتمثلة في الصوم والسكر والغداء.

وقال في الندوة التي شار فيها عدد من المهتمين والمهتمات بالشأن الصحي: ”إن مقومات التغذية الملائمة لمريض السكري تتمثل في جودة المواد الخام للطعام كما وكيفا ومدى تناسبه مع الوضع الصحي والفئة العمرية والنشاط اليومي“.

وأكد أهمية تناول الفواكه والخضروات باعتدال، كونها تعد من الأطعمة الصحية السهلة والغنية بالألياف والمعادن، لكن ذلك لا يبيح لنا الحرية والافراط في تناولهما، كما لا يمكن الجمع بين فاكهتين أو انصافها في وجبة واحدة، حيث لكل فاكهة مؤشر ”جلايسيمي“ مختلف، وهذا التباين قد يوثر سلبا على عدم ثبات السكر.

ونوه بضرورة ”تهيئة المعدة“ بالماء والتمر قبيل الإفطار في شهر رمضان، امتثالا للسنة النبوية الشريفة، لأن التمر يمد الجسم بسكر التمر الطبيعي، وهو سهل الامتصاص، حيث يعوض السوائل المفقودة خلال ساعات الصيام الممتدة ل18 ساعة.

وأشار إلى أهمية استيفاء الجسم لكميات كافية من الماء أثناء الليل بمقدار كوب كل نصف ساعة، وأيضًا العناية بوجبة السحور وتأخيرها وضرورة احتوائها على البروتين الذي يبقى لفترة أطول في الجسم ويمنحه الحيوية والنشاط ويقلل من احتمالية انخفاض السكر قبل الإفطار.

ودعا لتجنب الإسراف في الموالح والقهوة ومشروبات الطاقة التي تسهم نهارًا في تصريف المياه والمواد المعدنية من خلال المجاري البولية وبالتالي فقدان كثير من السوائل وزيادة الإرهاق والعطش.

وتطرق الدكتور الصفار إلى ضرورة متابعة مستويات السكر مع أخصائي التغذية قبل رمضان بشهر ليتم حساب السعرات الملائمة للجسم، وتحديد المجاميع الغذائية وفق معطيات التقييم ”الوزن - والعمر والمجهود - والنشاط اليومي - والوضع الصحي“، مشيرًا إلى أن التعرف الجيد على مستوى السكر يساعد على التقيم المثالي ومن ثم التدخل المناسب.

وأكد أنه لا يصح تعميم نفس النظام الغذائي لجميع المرضى لأنه قد تختلف درجة المرض في الجسم حسب التصنيفات الطبية فالسكري من النوع الأول يكون الجسم فيه غير منتج للأنسولين المسؤول عن حرق الغذاء والسكر المكتسب، ويشمل هذا النوع شريحة عمرية واسعة ومنها الأطفال.

ولفت إلى أن النوع الثاني من السكر يكون الجسم منتج له لكن بكميات غير كافية، ويصيب من هم فوق عمر 45، وقد تصاحبه سمنة أو زيادة وزن، والنوع الثالث سكر الحمل وقد يكون مؤقت لفترة الحمل أو قد يستمر لما بعد الولادة، والنوع الرابع مصاحب لمرض كسكر الكلى أو سكر الضغط أو سكر القلب، مشددا على ضرورة الاعتدال والموازنة بين كمية الانسلوين وكميه الغذاء.

ووجه بأهمية إعداد طبق مثالي مدروس السعرات الحرارية، يمتاز بتنوع قيمته الغذائية وشموله على نسبه عالية من المعادن والالياف والبروتينات، ونسبة أقل من النشويات، وتجنب الأطباق المقلية، والتقليل من تناول الرز والمعكرونة والبطاطا والمعجنات والمخبوزات، وعدم تجاوز المقدار المناسب للجسم.

وقال: إن مواصلة تجريب الأطباق المتنوعة التي تزين السفرة الرمضانية يعد استدراجا لمواصلة الأكل بلا توقف ومن ثم الوقوع في فخ مصيدتها ”التخمة“، على حد تعبير الدكتور الصفار.

وأشار إلى أن عدم التوقف عن الطعام حين الشعور بالشبع هو أشبه بجرس انتهاء الحصة الدراسية الذي يضعف صوته ويتضائل نتيجة لتكرار عدم الالتفات له ومجارة الرغبة في تناول كل مالذ وطاب، ما يؤدي لإثقال المعدة، وإصابة الجسم بالخمول والكسل والنعاس، نتيجة لاستنزاف جميع الطاقة في عملية الهضم.

وأكد إمكانية استثمار الصوم لإنقاص الوزن، حيث إن فترة الصيام تمتد إلى 18 ساعة وقد تكون كفيلة لاستحضار الدهون المخزنة من مخزون الكبد وحرقها خلال النهار.

وأردف: ”عملية تحويل الدهون المكدسة لسكر يستهلكه الجسم عند الحاجة شأنها أن تحدث تغيرات مطلوبة منها تخفيف الوزن وسرعة التمثيل الغذائي والتقليل من الأمراض القلبية والالتهابات كما وتساهم في عملية ضبط السكر“.

وحذر من مغبة إدمان المشروبات الغازية؛ لعدم قيمتها الغدائية، وتشبعها بكميات مركزة من السكر والغاز، وكذلك نوعية الأحماض التي تحتويها تسبب هشاشة العظام.

وبين أن السبيل لتركها يكون بالإرادة والتدرج وذلك باستبدالها بمشروب سكره طبيعي كمشروبات الفاكهة والتمور، ومع الوقت يتم الاعتياد عليها واستطعامها، ومن ثم التحسن الملحوظ المنعكس على الصحة العامة.

وخلص الدكتور الصفار إلى أن مفتاح ضبط السكر هو الإلتزام بنظام غذائي متوازن يتضمن كميه كافية من الكربوهيدرات والدهون الصحية والمعادن والفيتامينات التي تمده بالطاقة.

وشدد على أهمية الإفطار الخفيف وتقسيم الوجبات الخفيفة بدلا من والجبة الواحدة الدسمة، إلى جانب الالتزام بالتوصيات النبوية وتهذيب السلوك وتطويع العادات الصحية وفق ما تقتضيه التربية الروحية.

وحذر من تناول وجبة الإفطار بلهفة وبنهم وبشراهة، لأن الأساس هو التقوى على العبادة في شهر الطاعة والغفران، حيث لا يتم التوجه الروحي للممارسات العبادية مع معدة مملوءة بالطعام.