آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

نادي السَّلام بين الحاضر وأيَّام زمان - سلسلة خواطر متقاعد

عضويَّة ومفتاح نادي السَّلام في اللّغة العربيّة كلمتان ”السَّلام عليكم“. وهما عند المسلمين تحملان كلَّ معاني الأمن والطمأنينة والصَّفاء والانفتاح على الآخر. فهل قل روَّاد وأعضاء هذا النَّادي مع انشغالنا في أمور الحياة؟ ربما هو كذلك، فليس غريبًا أن أواجه شخصًا دونَ أن أبادله التحية، أو هو يبادلني إياها! في الماضي، كانت المجتمعات أقل أعدادًا وأفرادها أكثر تقاربًا بحكم طبيعةِ العيش آنذاك. أما في الحاضر، فقد تنوعت المجتمعات وكثرت أعدادها، وتبعًا لهذا التضخم والتنوع ضعفت الرَّوابط الاجتماعيَّة وقلَّ السَّلام.

التَّحايا عند اللقاء، لا تخلو منها ثقافة أو لغة أو دين مع اختلاف حرارة ودفء اللِّقاء والحميميَّة في مضامين التحايا. أما في الآخرة فهي عنوان اللِّقاء بين الله والمؤمنين ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ فهي الكلمة التي يتلقاهم بها الملائكةُ من قِبَل الله لتوحي إليهم بطيبِ الإقامة والأمن من العذاب والطمأنينة والاستقرار.

ولك أن تتخيل إذا أُضيفت الابتسامة لجملة السَّلام ”تبسم الرَّجل في وجهِ أخيه حسنة“، ولعلَّ كلمة الرجل في هذه التَّوصية تعبير جميل عن الذكرِ والأنثى. فإذا تغيرت الأشياءُ والعاداتُ بين الأمسِ واليوم فليبق أعضاء هذا النادي في ازدياد، وإذا كنا لا نتبادل الهدايا فلنتبادل المشاعر والتَّحايا والسَّلام!

هذا النَّادي فيه منفعة عظيمة - على الخصوص للشباب - فهو يكسر الجليدَ والحاجز بين النَّاس، فكم من علاقة وصحبة بدأت بكلمتين؟ وكم من صفقةٍ أو شراكة أو وظيفة كانت بدايتها هاتان الكلمتان؟ ومن تجربةٍ شخصيَّة، قد لا يهم ماذا تعرف وماهي الشَّهادة التي تحملها بقدر من تعرف وكيف تتخاطب وتتعارف مع النَّاس.

يسمون السَّلام في الغرب تحية، ويكتبون عن منافعها الجبَّارة لأصحابِ الأعمال والتّجار وكيف يكسبون المزيد من الزَّبائن، وكم أنَّ طيب التحيَّة يترك انطباعًا قويًّا راسخًا في أوَّل لقاء. لذا ليس غريبًا أن يحثَّ الدِّين الإسلامي أفراد المجتمع على الانضمام ودخول هذا النَّادي، وقد وردت عدة توصيات للدخول فيه وإليك بعضًا منها:

إنَّ أعجز النَّاس من عجزَ من الدعاء، وإن أبخل النَّاس من بخلَ بالسَّلام.

من لقي عشرةً من المسلمين فسلم عليهم كتب اللهُ له عتق رقبة.

إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار.

يا سبحانَ الله! وكأنها صداقاتٌ إنسانية وجوائز عينية يوزعها اللهُ مجَّانًا على من دخل هذا النادي، في وقت بقية الأندية هي التي تأخذ أجرةً على المنتسبين لها! والآن، لعلك تتأمل في جملة هذه المزايا التي يمنحك إياها نادي السَّلام وتسارع للإنضمام إليه، إن لم تكن فعلتَ من ذي قبل..

مستشار أعلى هندسة بترول