آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

تعريف القيادة

حسين نوح المشامع

ما هو تعريف القيادة؟

في أحد السنوات الماضية كنا في مجموعة سياحي إلى أحد الدول الإسلامية المجاورة، وبعد إنهاء زيارتنا وسياحتنا ودعنا أصحاب المكتب السياحي، فتوجهنا إلى المطار الدولي في عاصمة تلك الدولة لنركب طائرة أخرى نعود على متنها إلى ديارنا وموطننا. وبدخولنا مطارها أحسسنا بالغربة والشرود، لعدم معرفتنا ما يتوجب علينا فعله، ولعدم معرفتنا بلغة تلك الدولة. وبدل من ضرب أخماس في أسداس، ولوم من كان السبب في ضيعتنا هذه، لم يتردد أحد المرافقين بالمبادرة بالسؤال من مكتب إلى آخر وبلغة أخرى يفهمونها، فجمع جوازات من بين ايدينا وتقدم إلى مسؤولي المطار لإنهاء الإجراءات، وبعدها ركبنا الطائرة وعدنا إلى أهلينا سالمين.

فهل هذه تعد قيادة؟ وهل يعد صاحبنا هذا قائداً؟ أم هناك مواصفات خاصة للقيادة؟

أولاً تعريف القيادة: ص5

القيادة هي علاقة تأثيرية بين القائد والاتباع الذين يسعون إلى تغيير حقيقي، ونتيجة تعكس أهدافهم المشتركة. ومن المفاتيح القواعدية في التعريف بالقيادة هو التأثير. والتأثير يحدث بين أناس يريدون تغييراً ذا قيمة. وهذه التغيير يعكس الأهداف المشتركة بين القائد واتباعه.

وما هو التأثير؟

التأثير يعني أن العلاقة بين القائد وتابعيه ليست سلبية، مع ذلك فإن المتأصل في هذا المعنى أن التأثير متعدد الاتجاهات وليس تأثيراً إجبارياً، والقيادة هي عملية متبادلة في معظم المؤسسات، فالرؤساء يؤثرون في المرؤوسين، والمرؤوسين يؤثرون في الرؤساء. والناس المشتركون في هذه العلاقة يريدون تغييراً مهماً. والقيادة هي إنتاج التغيير، وليس المحافظة على الوضع الراهن أو القائم. بالإضافة إلى أن التغييرات المرادة ليست من إملاءات القائد، ولكنها تعكس الأهداف المشتركة بين القائد والاتباع. والتغيير موجه إلى النتيجة التي يريدها كل من القائد والاتباع، ومستقبل يراد أو هدف مشترك يحفزهم إلى نتيجة أفضل.

وما هي حيثيات القيادة المهمة؟

ومن حيثيات القيادة المهمة التأثير في الآخرين ليجتمعوا على هدف موحد. فالقيادة تتضمن التأثير في الناس لإحداث تغيير من أجل مستقبل مرغوب فيه. والقيادة هي العلاقة التأثيرية بين القائد والاتباع الذين يرغبون في تغيير حقيقي، ونتيجة تعكس أهدافهم المشتركة.

هل يمكن أن يوجد قائد دون أتباع؟

القيادة هي نشاط بشري مختلف عن العمل المكتبي، ومختلف عن التخطيط. والقيادة تحدث بين الناس، وليس شيء يعمل لهم. وبما أن القيادة تتضمن بشراً، لذا يتوجب أن يكون هناك اتباع. والشخص الذي يصل إلى حد الإتقان في عمله، مثل العالم والموسيقار وناحت الخشب يمكنه أن يكون قائداً في مجال خبرته، ولكنه لن يكون قاداً كما هو مقصود هذا الكتاب، إلا إذا كان هناك اتباع. والاتباع جزء مهم من العملية القيادية، والقادة كانوا هم في وقت من الأوقات أتابعاً أيضاً. والقادة الجيدون يعرفون كيف يتبعون، ويجعلون من أنفسهم معياراً للآخرين. وإن موضوع التصميم والعزم الذي ينظم إليه كل من القادة والاتباع يعني أنهم يسعون إلى التغيير بهمة وجد. وكل شخص يأخذ المهمة بشكل شخصي من أجل الوصول إلى المستقبل المنشود.

هل القادة مختلفون عن الآخرين؟

واحدة من الأفكار النمطية أن القادة بشكل ما مختلفين عن بقية الناس وفوقهم، ولكن في الحقيقة إن المواصفات المطلوب وجودها في القيادة الفعالة، هي نفسها المطلوبة في الاتباع الفاعلين. والاتباع الفاعلون يفكرون لأنفسهم ويؤدون واجباتهم في حماس وطاقة. وهم ملتزمون حيال شيء آخر خارج مصالحهم الشخصية، وعندهم الشجاعة للوقوف في سبيل معتقداتهم.

كيف يسير الاتباع خلف القائد؟

الاتباع الجيدون ليسوا ”فريق نعم“ ويتبعون القائد كالأعمى. والقادة والاتباع العمليون يمكن أن يكونوا في بعض الوقت هم نفس الناس، يلعبون أدوار مختلفة في أوقات مختلفة. وفي أحسن أوقاتها تكون القيادة مشتركة بين القادة والاتباع، مع كون كل منهم منغمس بكله، ويقبل مستويات عالية من المسؤولية. 

ريتشرد ل. دافت ”التجربة القيادية“ - الطبعة السابعة 2016.