آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 1:31 ص

بيانات مزورة forfeited Data

المهندس أمير الصالح *

ينجذب عدد ليس بالقليل من اهل الطموح الدؤوب والسعي الدائم للنمو بالكرامة المالية الى القفز فيعدة ملاعب استثمارية محلية واقليمية ودولية دون دراسة معمقة وبحث مستفيض عما سيقدمون عليه. ما يُسرع عملية اغفال التحقق مما يجري حول اولئك الطامحون هو اعتمادهم المطلق على توصياتمجهولة المصدر او اتباع توجهات الاغلب كن الناس او تبني البيانات الصادرة من الشركة المعلنة والمسوقة لنفسها من دون اي تمحيص عن صحة تلكم المعلومات. بالوقوف عبر برامج وثائقية على عدةفضائح اقتصادية حول العالم، نرى ان من اكبر العوامل المضللة للمستثمرين في عصرنا الحالي هوالبيانات المزورة او اللعب بالقوائم المالية لجعلها تبدو رائعة ورابحة. فمثلا يسرد فيلم ”فضيحةاقتصادية في تاريخ المانيا ما بعد الحرب / وثائقية دي دبليو“ حقائق صادمة عن حجم التضليل المتعمدمن قبل الرئيس التنفيذي ومعاونيه لشركة واير كارد wire card وفشل شركة التدقيق المالي العالميةالمتخصصة من كشف ذلكم التزوير في البيانات على امتداد عدة سنوات متتالية. والادهى هو ان شركة wire card كادت ان تندمج مع بنك Deutch bank بناء على بيانات مالية مضللة لحجم الاصولو الموارد المالية المتدفقة. ولعل هذا الحدث يُذكر البعض منا بفضيحة شركة انرون الامريكية لانتاجالطاقة Enron وتضليلها لعامة المستثمرين ومنهم مخضرمين على مدة ستة عشرة عام! مع وجودبيانات مالية مدققة من قبل مكاتب ارثر اندرسون المتخصصة.

قد يقول قائل لا يهمني هذا الموضوع في حياتي فانا مثل الاغلب من عامة الناس نعيش بسطاء ومداخيلنا المالية بالكاد تستوفي متطلبات يومياتنا او يقول آخر انا متقاعد واستعيش على الراتبالتقاعدي ولا ارى ان لدي فرصة للاستثمار في اسهم الشركات. لعل الجواب الحقيقي يتعدى حجمفرد او مجموعة افراد الى حجم مجتمع بل واكثر. لا سيما اننا بام اعيننا شاهدنا اصداء تصدعات لبعض الشركات العملاقة العالمية واثر ذلك على الاستقرار المالي وبالتالي الاجتماعي والامني والنفسي لعدد كبير من ابناء المجتمع او الاوطان.

في عالم ثورة المعلومات اضحت القدرة على تمييز صادق المعلومة من كاذبها تتضاءل على مستوى قدرةالافراد على الفرز لا سيما مع تسارع تدفق التقارير المالية والاخبارية وكثرتها. يبقى على الانسانان يجتهد في استحصال ملكات التحليل الفتي العميق والتحليل العام والوقوف ان امكن على عدةتقارير من مصادر مختلفة قبل واثناء وبعد ابرام اي عملية استثمارية. ففي مراحل معينة من عمرالانسان متوسط الدخل ومستور الحال، مستوى الاقدام على المجازفة المالية تصبح متدنية ويكونالافق المرسوم منه لنفسه هو التحصين للمكتسبات. اما من هم في مقتبل العمر لا سيما الشباب، منالجميل الاستفادة من اخطاء الاخرين وعدم الوقوع في ذات الفخاخ المسيلة للعاب مثل فخ نموذجبونزي او الدولار الصاروخي او... الخ.

نحن حاليا نعيش في عالم الرقمنة المالية حيث انفجار العملات الرقمية والتي تصدح اخبارها بشكللحظي ويومي. وزاد عدد المتابعين والشغوفين بها عبر العالم لانها تداعب احلامهم بالثراء الفاحش والسريع. وقد يرى البعض ان العملات الرقمية هي طوق النجاة من الضرائب والتضخم والبطالة وضعف القوة الشرائية للعملات الورقية. وهنا اود ان اذكر بان عدد العملات الرقمية تخطى المئات وقيلالالاف من العملات الرقمية وكل منها لها اهداف ونطاقات. وهنا لا بد ان يجلس كل شخص، متوجهلهذا النوع من الحيازة، مع نفسه ليتعرف على مدى امكانية ولوجه في هذا الغمار ومدى تقبله لتبعات المخاطرة.