آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

حين تصبح النِّعمة نِقمة - سلسلة خواطر متقاعد

كان في الماضي دعاء وأمنيات الأمّ عندما يتأخر المولود الذَّكر ويعيرها النّاس بأنها أمّ البنات: يا الله ولد، يا ربّ ولد، طويل - قصير، أبيض - أسمر، سمين - رفيع، المهمّ ولد. والأبّ الذي يتمنى أكثر: ولد تاج رأسي ويحمل اسمي ويشيل حملي. وفعلًا، سنوات يكبر فيها الصبيّ ويحمل شقاءَ البستان ورعي الأغنام والصّنعة وأول كلمة عند البلوغ: ارتاح يا أبتي، أنا أحمل عنك.

في - كثير - من أحوالِ هذا الزَّمان الذي لم يعد النَّاس يكيلون فيه بمكيالين تجاه الذَّكر والأنثى، تأتي بنت، بنتين، ثلاث، ويشتاق الأب والأمّ لصبي، ويأتي الصبي. أحلى تربية، وأغلى مدرسة، وأجمل لباس، وحين يشبّ يشيب معه رأسا الأمّ والأب، فيتمنيا أنه لم يكن فتنةً لهما أو لأحدهما.

روي أنه أتى رجلٌ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وعنده رجل فأخبره بمولود فتغير لونُ الرّجل، فقال النبيّ ﷺ، مالَك؟ فقال: خير، قال: قُل، قال: خرجتُ والمرأة تمخض فأُخبرتُ أنها ولدت جارية، فقال له النبيّ ﷺ: الأرض تقلّها، والسّماء تظلّها، والله يرزقها، وهي ريحانة تشمّها، ثم أقبل على أصحابه فقال: من كانت له ابنة واحدة فهو مَفدوح، ومن كانت له ابنتان فيا غوثاه، ومن كان له ثلاث وُضع عنه الجهاد وكل مكروه، ومن كان له أربع فيا عبادَ الله أعينوه، يا عبادَ الله أقرِضوه، يا عبادَ الله ارحموه.

كم تمنّيت أن يُكشف لي الغطاء وأستطيع أن أسألَ رسولَ الله ﷺ: هل هذا في في زماننا أيضا؟ وأين يوجد في هذا الزمان ذلك الولد الذي قيلَ عنه: ميراثُ الله من عبدهِ المؤمن ولد صالح يستغفر له؟!

خلاصة الفكرة: تمنّوا واطلبوا من الله البنينَ والبنات، وادعوا اللهَ أن يكونوا صلحاء وليس ممن قال اللهُ عنهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ .

مستشار أعلى هندسة بترول