آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 2:22 م

هل تعرف ديكًا يؤذِّن ولا يصلِّي؟ - سلسلة خواطر في أوانها

في حقلِ جيراني عدّة ديكة يكثر صياحهم في ساعاتِ ما قبل طلوعِ الشَّمس، وبين من يتَّهم الدِّيك بكثرة الأذان وقلَّة الصَّلاة ومن يستيقظ على أذانه الَّذي لا يتوقف، الواقع هو أنَّ هذا الطَّائر الدَّاجن يسبح لله ويصلِّي في تفان، وبعضنا - أبناء آدم - قال عنه زورًا أنه يؤذن ولا يصلِّي. هذا التَّسبيح العامّ من جميعِ المخلوقات في معزوفةٍ بديعة دليلٌ على عظمته سبحانه ومالكيته للوجود كله. لكن ماذا عن ديكة البشر الَّذين حقًّا يؤذنون ولا يصلّون، ويأمرونَ النَّاس بالبر وينسون أنفسهم؟

الوصيَّة الَّتي يجب أن تُكتب بالنّور على وجناتِ الحور لكلِّ ”ديك“ من البشر هي: إذا نهيتَ عن فعلٍ قبيح فلا تفعله، وإذا أمرتَ بشيءٍ حسن افعله، ومن ثمّ يطابق الكلام الفعال. إذا أمرتَ أهلكَ بالصَّلاة اصطبر عليها أنت، وإذا أمرتَ بالأمانة فلا تخون، وإلَّا صح حينئذٍ فيكَ قولُ من قال:

يأيها ”الرجل“ المعلّمُ غيرَه
هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ

ونراك تُصلح بالرشادِ عقولنا
أبدًا وأنت من الرشادِ عديمُ

ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها
فإذا انتهت عنه فأنتَ حكيمُ

قضايا كثيرةٌ يبحر فيها ”الدِّيكُ“ البشري نقدًا وتعليمًا وانتقادًا، وهو أول من يمارس خلافَ ما يقول: ”كونوا دعاةَ النَّاسِ بأعمالكم ولا تكونوا دعاةً بألسنتكم“، كما أفضل دليلٍ على صدقِ أذانِ الدِّيك هو كثرةُ الصَّلاة، كذلك الدَّليل على صدق القائلِ هو سبقه غيره بالعمل به.

مستشار أعلى هندسة بترول