آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 5:35 م

المباني التاريخية.. وصلنا لمرحلة البحث عن الحلول الإنقاذية العاجلة

أمين محمد الصفار *

تناقص المباني التاريخية في القطيف أصبح أشبه بالظاهرة التي لا تخطؤها العين، حتى اصبحنا لا نرى سوى حي الديرة التاريخي في جزيرة تاروت الأم وبعض المباني المتفرقة في أنحاء محافظة القطيف.

هذا الحي التاريخي الذي يضم قلعة جزيرة تاروت الشهيرة كما يضم عدداً من المساجد التاريخية، له رمزية كبيرة لدى أهالي جزيرة تاروت وهو في نفس الوقت قبلة للزوار من داخل وخارج المملكة، وبفضل جهود الأهالي الذين سعوا في تأهيل وترميم بعض المباني وإعادة تشغيلها وإقامة العديد من الفعاليات المختلفة فيه أصبح الحي على الخريطة السياحية للمنطقة الشرقية يقصده السائح والأهالي والمسؤول على حد سواء.

اليوم اصبح هذا الحي التاريخي يشهد تناقصاً سريعاً عدد البيوت التاريخية لمختلف الاسباب. فمنذ بداية العام الميلادي الحالي حتى الآن تم إزالة ثمانية مباني قديمة، كما يوجد حالياً عدد من المباني التي تم تعيينها هي مهددة بالإزالة بسبب عدم الترميم. بالأمس تداول الأهالي صوراً ومقاطع فيديو لتصدع عدد أخر من البيوت القديمة نتيجة تهالك شبكة المياه التي احدثت تسرب للمياه أثرت على قواعد عدد من المباني يقدر بخمسة عشر مبنى، بالطبع هذا ليس التسرب الوحيد فمنذ أكثر من عقدين يظهر بين فترة وأخرى مثل هذا التسرب في منطقة معينة في الحي مما يجعل الحل الأسرع هو إخلاء تلك البيوت وهجرها دون عودة، حتى زاد عدد تلك المباني المهجورة بالحي واصبحت بفعل الزمن آيلة للسقوط. لقد عانت هذه المباني من معول الحل السريع الذي عادة ما تتخذه البلدية وهو الهدم، كما عانت أيضا من الترميم غير المتناسب مع طبيعة بناء هذه البيوت.

اليوم ليس المباني القديمة في الحي فقط هي المهددة بالزوال نتيجة تهالك شبكة المياه أو غيرها من أسباب الإهمال، بل حتى قلعة تاروت التاريخية التي لم يتم عمل أي صيانة أو ترميم لها منذ أكثر من أربعين سنة هي أيضا مهددة لنفس الاسباب وهي أسباب ظاهرة يشاهدها الزائر، ففي قلب هذه القلعة يقع خزان المياه الذي يغذي كامل الحي بالمياه ويزيد عمره عن السبعين عاماً وبقربه مضخة المياه التي تهز محيط القلعة وجيرانها ليل نهار معمقاً الشروخ الواضحة في ابراجها، وكذلك يحوي هذا الحي عددا من المساجد التاريخية التي تحكي جزءً مهماً من تاريخ المنطقة.

اليوم لم يعد هناك سعة من الوقت للبحث عن أفضل الممارسات والتجارب لإعادة تأهيل حي الديرة التاريخي، لأننا للأسف وصلنا لمرحلة البحث عن الحلول الإنقاذية العاجلة لكامل الحي بدءً من القلعة الشهيرة والبيوت القديمة والمساجد التاريخية.