آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

المناسبات عن بعد - من نار القطيعة

سلمان أحمد الجزيري

في الفترة الأخيرة لاحظنا أن أغلب المؤسسات الحكومية والشركات في الدولة حفظها الله تعالى تدار فيها الأمور عن بعد ما بين الإدارة والطرف الآخر نظرا للظروف الصحية الطارئة والخطيرة عالميا والكل يعلم ذلك وأصبحت المناسبات جميعها الآن تمر علينا بهذه الطريقة.

ومنها مناسبة العيد ومناسبات الأفراح والأحزان حيث لا زلنا نمر في ظروف صعبة جدا والبعض للأسف يحرص على الحضور شخصيا.. بينما يفترض أن يتم التواصل فيها دون تواجد أو مشاركة وإن كانت هي ظاهرة جديدة علينا وذلك بسبب خطر جائحة كورونا إلا أنه يجب أن نتعود على ذلك مستقبلا وبدون أي إحراج..

ونظرا لما يحققه التواصل من أداء ومشاركة للواجب تجاه الأقارب والإخوان في نفس الصغير والكبير وفي كل منزل ودار يفترض أن يكون التواصل عن بعد أيضا، وحتى وإن كانت بعض المناسبات تمر بألم وحسرة ومشاعر من الحزن والأسى على الأسر وذلك بسبب الفقد الكبير الذي حل بالكثير من البيوت فيجب الحذر ثم الحذر.

وذلك نتيجة ما يحصده مرض كورونا من أرواح غالية على الجميع ولا يزال خطره قائم حتى الآن ومتوقع أن يداهم شريحة أخرى من المجتمع خاصة إذا ما علمنا أن الكثير لا يزال في حالة استهتار سواء من اختلاط أو عدم احتراز أو عدم تباعد رغم جهود وزارة الصحة الكبيرة في التوعية ونشر الوعي لذلك.

ولكن من جهة أخرى مناسبة العيد والأفراح عموما أيضا تطل على الكثير بكل فرح وبهجة وسرور وإن كانت عن بعد حيث مر علينا العيد الرابع على التوالي وعيد الأضحى المبارك للمرة الثانية في نفس هذه الظروف ولكن هل نحن استفدنا منه بعض الدروس المجانية منها في حياتنا فالتواصل فيه ليس مهم أن يكون حضوريا وزيارات متبادلة مع وجود خطورة وعدوى من المرض ومشاكل أخرى.

بل يكفي أن يكون بأية وسيلة تواصل ولو باتصال أو رسالة وبما أن الحياة تقوم الآن على التواصل عن بعد فلماذا لا يشمل جميع المناسبات سواء الأفراح أو الأحزان ولكي نحقق صلة الرحم والتواصل الحقيقي بين الأخوة فمثلا ممكن أن يكون بوسائل التواصل الحديثة وبالصوت والصورة والفيديو.

ولن يكون هناك عذر لقاطع رحم أو هاجر عزيز أو ناسي صديق حيث إن الوسائل كفلت لنا ذلك وبكل سهولة ويسر وبعيد عن التكلفة والمشقة والحرج وأضعف الإيمان رسالة واتساب لأخيك أو أختك أو صديقك أو اتصال مع والديك أو مع عزيز وكبير سن.

ورغم كل ذلك لازلنا نعيش القطيعة وعدم التواصل وعدم الوعي لتوجيهات الدين الصحيح وهدي النبي الكريم ﷺ ولك أن تتخيل أن يكون لك والدين كبيرين وتجد الكثير ومن أقرب الناس لهما من الأبناء والأحفاد يقاطعهما ولا يتواصل معهما علما أن من يقوم بذلك فيه التزام وتدين ولكن واضح أن ذلك تدين صوري فهو أصلا يحرم نفسه من الثواب والأجر.

وحقيقة مرة أخرى تجد أن السنة تمر بأكملها والقطيعة لا تزال في أوج صورها بل والعجب أن البعض جعل من الأزمة مبرر للقطيعة ولا يخفى ذلك على أحد فالكل يعاني من ذلك خاصة كبار السن التي تحرقهم نار الحسرة والألم من ذلك الهجران والبعد ومن أقرب الناس لهم.

لذلك السؤال لنا جميعاً هل نجحنا في الاختبار وهل استفدنا من هذه الدروس المجانية لا أظن ذلك بل ورسب الأغلبية وبامتياز بالخروج من هذه الأزمة بنسبة نجاح ولو بسيطة إلا من رحم ربي وفشلنا مع الأسف كما في الأزمات السابقة لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في حساباتنا الخاطئة والسبب مما نعانيه في حياتنا.

حيث لا صحة تذكر ولا تواصل يشكر ولا خير ينشر.

والسلام خير ختام