آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

الاختبار الصحي ومعاناة المبدعين في جامعة الملك فيصل

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

بعد مقالي الأخير عن «جامعات الشرقية ما فيها أولوية» جاءتني مجموعة كبيرة من الرسائل والتعليقات عن الاختبار الصحي الذي تعتمده جامعة الملك فيصل، وسأعرض هنا بعضًا من هذه الرسائل والتعليقات:

1. موزونة ابني هذا العام 95 وقدم هذا الاختبار ونزلت موزونته إلى 84، ولدي ابنة أخت موزونتها 98 ونزلت موزونتها إلى 85 بصراحة هو اختبار تعجيزي بحت لطلاب متميزين متخرجين في الثانوية العامة. ابني وزملاؤه أجمعوا على أن إجاباتهم معظمها «تخمين» والحظ يلعب دوره.

2. كله كوم ومسرحية اختبار الصحة عيالنا يتعبون على موزونتهم وهم بحجة هالاختبار ينزلون في درجاتهم عشان ما تطالب بالتخصص اللي اختاروه في واحدة من الطالبات موزونتها 98 وبعد اختبار الصحة 72 إلى هالدرجة؟

3. ذهبت لجامعة الملك فيصل لأستفسر عن عدم قبول ابنتي الحاصلة على 100% في الثانوية العامة وموزونة أكثر من 96% فقالوا لي تم رفضها بسبب الاختبار الصحي. السؤال الذي أطرحه في البداية: هل حصول الطالب على درجات عالية في شهادة الاختبار الصحي الذي تصدره جامعة الملك فيصل معناه أنه يمتلك مواهب وقدرات تؤهله لتخصصات الطب والصيدلة والعلوم الطبية؟ هل هذا الاختبار معتمد عند المركز الوطني قياس بحيث تتحول معايير القبول ونسبها المعتمدة والموزعة من 3 حقول «30% نسبة الثانوية، 30% للقدرات، 40% للتحصيلي» وبقدرة قادر تتحول إلى 4 حقول موزعة على النحو التالي «20% المعدل التراكمي للثانوية العامة + 25% درجة اختبار القدرات + 30% درجة اختبار التحصيلي + 25% درجة الاختبار التحريري للكليات الصحية»؟ لماذا جامعة الملك فيصل بالأحساء هي الجامعة الوحيدة بالذات التي تفرض هذه النسب في كلياتها الصحية دونًا عن الكليات الصحية الأخرى في المملكة؟ هل اختبارات قياس ونتائج الثانوية غير موثوق فيها لهذه الدرجة؟ ما أعرفه أن الكليات الصحية الأخرى تقبل الطلبة بناء على النسب الموزونة ثم يدخلون السنة التحضيرية ويدرسون ويختبرون، ومن خلال درجات الاختبار يتم اختيار تخصصهم ومسارهم الصحي أو يحولوا لكليات أخرى، وهذه الآلية معتمدة في كثير من الجامعات العالمية فضلا عن جامعات المملكة، أما اختبار الطالب بهذه الطريقة فهو في نظري غير عادل فبعد التعب والمعاناة في 3 سنوات في الثانوية واختبار القدرات والتحصيلي ويحصل على درجات عالية ثم يسقط في الاختبار الصحي، فهنا يجب أن نضع علامة استفهام كبيرة لماذا؟ ليس ذلك فقط بل وحتى لو تم قبوله لا بد أن يجتاز السنة التحضيرية بشرطها وشروطها حتى يستمر في الكلية، بمعنى أن الاختبار الصحي غير مجزئ للسنة التحضيرية.

أرجو ألا يأتي المسؤول ويجيب أن هؤلاء الطلبة والطالبات ليس لديهم المعلومات الأساسية في المجال الصحي، وهذا الاختبار هدفه توجيه الطلبة لتحديد رغباتهم، نعم لكن ليس بهذه الفجوة الكبيرة بين معدلاتهم الموزونة فبل الاختبار وبعده، خاصة أن كمية الشكاوى في وسائل التواصل الاجتماعي كبيرة جدًا والتي بدأت منذ 4 سنوات وإلى يومنا هذا، ومن يشكك في كلامي يمكنه كتابة «الاختبار الصحي» في تويتر، ويشاهد بانوراما من التذمر والاستياء حول هذا الاختبار الذي وصفه أحدهم بالاختبار المشؤوم.

أخيرًا أقول: يجب على المركز الوطني قياس متابعة هذا الاختبار الصحي الذي تصدره جامعة الملك فيصل، ومدى صلاحيته لقياس قدرات الطالب وتحصيله العام وليس قياسه باختبار تخصصي فهذا مجحف للطالب.

وعليه يمكن لمركز قياس أن يبتكر اختبارًا موحدًا لكل الجامعات السعودية باسم الاختبار الصحي، لكن أن يستمر هذا الأمر سنويًا بهذه الطريقة من الجامعة فهو غير مقبول جملة وتفصيلا.