آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

كربلاء المتحركة

صالح مكي المرهون

في الثاني محرم، الزهراء تفتخر وتقول: من مثلي وأنا أم للحسين وزينب، من مثلي وأنا أم لعاشوراء، من مثلي وأنا ألقم أولادي طعام عاشوراء، يازينب ياكربلاء المتحركة تحدثي، تقول زينب جرجنا من المدينة، وتركنا في بيت الإمامة نساء ورجال، من النساء أم البنين وفاطمة بنت الحسين، إذا كان الكلام لماذا فاطمة بنت الحسين تركناها أو ماهو دورها الرسالي، فهذا السؤال يوجه أيضا عن أم البنين، فلماذا لم تخرج أم البنين؟ تخرج أولادها، زينب قبلها، نور عينها الحسين يخرج وتبقى هي في البيت!؟ تبقى لتتعذب بالانتظار ومتى ومتى، تعيش القلق وتقيس نبض الأحداث بالحواس إن استطاعت، فأم البنين لم نأتي إليها إلا وهي وقد هلكها الانتظار، لاتقل انتظار ابن أو إمام، لا، أم البنين تتصورونها نادبة، هي لا، تنتظر ماهي الأحدث التي جرت، تعرف بسياسة ابنها الذي خرج، بعدها تنتظر ماالذي حدث، وماهي المواجهات وماهو المصير الذي صار إليه الدين، هذا هو همها الأول، تنظر إلى الدين على أي قاعدة هو الآن، ماهو مصيره، لم تنظر إلى الحسين كحسين، بل نظرت إليه كدين متحرك، وسيواجه الباطل المتحرك، فقلقها يجده الإمام الحسين كشخص، ولكن حقيقة قلقها هو تريد أن تعرف ماهو المصير، تقول لماذا الانتظار طيلة هذه المدة؟ ألم تصل أخبار كربلاء وقتل الحسين وأولادها قبل أن ترجع زينب إلى المدينة؟ أكثر من أربعين يوما من مقتل أخوتي، من كربلاء إلى رجوعنا ولم يصل إليهم خبر؟ أين التجار، أين المسافرون؟ أين الذاهبون أين القادمون، أين التبادل أين أهل العلم؟ لماذا لم ينقل الخبر؟

أقول: يزيد لعنه الله لولا خروجنا نحن مسبيات لأخفى أمر القتل فكربلاء كانت صحراء نائية والمشاركون في القتل بعضهم لا يعرف ان هذا هو الإمام، إلى هذه الدرجة، أعطوهم الإغراءات، وقلبوا الحقائق فهذا الحسين خارج على السلطة، وبعضهم همج مشاركون في الحرب، على أي اساس تقاتلون؟ لايعرفون! من تقاتلون؟ لايعرفون، يعرفه المقربون لهم وأصحاب الرايات، يعرفونه ولكن أقول أن هناك بعضا لايعرف من يقاتل، والذي يزيد الأسى والذي يذيب القلب والصبر بمعنى ينفذ الصبر أن ضربنا وحرق خيامنا من الذين عرفونا، أولئك الرجال الذين لم يعرفوا أن هذا الإمام لم يتجرؤوا، نظروا إلى حرق الخيام باستهجان، قتلنا رجالهم ونحرق خيام نسائهم! لا، ذهبوا بدون معرفة، وتولى شمرا واصحابه من الرؤساء وتابعيهم باقي الأمور الشنيعة خطبة الحسين والأصحاب لم تكف البيان من هو عند بعضهم، مغررون أفادت البعض ممن يعرف أنه هو ابن الرسول، ولا غربة في هذا، فبعض الدول يتكون جيشها وأمنها من قوات أجنبية ليأمنوا من إنذارهم واندفاعهم مع الشعب، هذه سياسة اتبعها يزيد، ولهذا كان من أهداف الحسين في كربلاء أن يبين في خطبته وغيرها من هو وابن من هو، إلى أن اهتدى بعضهم بسبب هذه الخطبة وبسبب الأمور الروحية وغيرها التي أثارها الحسين وأبناء علي في كربلاء، ولكن بعضهم لم يدركوا، أي أن منطقهم: جئنا لهذا الأمر لايهمنا، جئنا لنقاتل،

انتهت الحرب وجاء بعضهم يدفنون موتاهم، وذهب بعضهم إلى بلادهم فالذين لم يعرفوا منهم قالوا قاتلنا خارجيا، والعارفون منهم غطوا على هذا الأمر، وبعضهم قتل، أي لم يكن هناك إعلام واضح، متى كان الاعلام الواضح؟ الإعلام الواضح كان من خرجونا من الكوفة إلى الشام، الشام هي الفضيحة له هناك، ثم تعمدنا أن نرجع من الشام إلى كربلاء بطريق مخالف لا للفت انتباه العدو، وإنما لننشر أننا من، وهومن ومن قتل، ونحن المسبيات جئنا من مجلسه، جئنا من مركزه، فأفعالنا ظاهرة وباطنة، نعم قلت «بعيدا عن النظارة أو انظاره» ولكن نبتغي هدفا آخر، الإمام زين العابدين يختار الطريق الأنسب والمناسب لينشر ثقافة مظلومية ابيه الحسين وظلم الظالم يزيد، ذهب الأحياء إلى بلادهم لم يعرفوا، والذي عرف غطى على الأمر إلى أن وصلنا إلى الكوفة ومن هنا بدأ إعلان كربلاء، ولكنها البداية، أي أننا هنا وفي الطريق من كربلاء إلى الكوفة لم نستطيع نشر المقتل بقوة، نعم في مجلس يزيد أظهرنا شيئا ولكن ليس بالقوة التي نريدها، فمن الذي هناك في مجلس ابن زياد؟ هم المتعاونين ومن الحاضرين في المعركة، معظمهم من الذين حضروا المعركة، فهل تتوقع منه أن يقول قتلنا الحسين بن علي؟ هم أعلنوا منذ بداية دخولنا الكوفة أن هؤلاء خوارج وانتصرنا عليهم، لم يقولوا هذا الحسين بن علي، فالحسين بن علي معروف، يعرفونه حسين بن علي بن فاطمة بن رسول الله،

والله ولي التوفيق:

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين .